ما لا تعرف عن مؤلف كتاب "حصن المسلم ".. نجله عبر #كانوا_معنا يروي تفاصيل ما بين السطور

أب له 42 بنتاً وولداً.. هكذا عاش وهكذا مات بعد أن ملأ الآفاق بمؤلفاته
ما لا تعرف عن مؤلف كتاب "حصن المسلم ".. نجله عبر #كانوا_معنا يروي تفاصيل ما بين السطور
تم النشر في

رحل تاركاً فراغاً كبيراً لا في قلوب ذويه فقط، بل في قلوب الجميع، رحل بجسده وبقي بيننا بذكرياته بمكارمه بمؤلفاته، رحل بعد أن أورث مبادئ وقيماً وأخلاقاً لن تنضب بمرور الزمان.. إنه الراحل " سعيد بن علي بن وهف القحطاني " صاحب كتاب " حصن المسلم " الذي لا يخلو بيتاً منه.

وندلف بين ثنايا هذه السطور جانباً من حياة الراحل " سعيد بن وهف القحطاني " يكشفها لنا أحد أبنائه - " عبدالعزيز " - والذي قال في بداية حديثه لـ " سبق ": بدأ والدي رحمه الله الدراسة في مدرسة العربي الابتدائية وعمره خمسة عشر عاماً 1387 فدرس فيها السنة الأولى والثانية والثالثة ثم التحق بالخدمة العسكرية بالقوات المسلحة عام 1390 برتبة جندي بسلاح المدرعات حتى وصل إلى رتبة عريف، وواصل دراسته بالمدارس الليلية حتى حصل على الشهادة الثانوية عام 1400 وكان انتقال الوالد إلى الرياض عام 1399 للعمل بإدارة الشؤون الدينية في القوات المسلحة بعد أن غير تخصصه، ثم التحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمدينة الرياض في كلية أصول الدين وتخرج منها عام 1404 وكانت رتبته العسكرية آنذاك رقيب حيث قدم استقالته من السلك العسكري في ذات العام، ثم عُين داعية إلى الله تعالى بالرئاسة العامة لإدارات البحوث والافتاء والدعوة والإرشاد عام 1405، وعمل داعية بوزارة الشؤون الإسلامية على وظيفة مستشار دعوي.

وأضاف: أمضى والدي جلّ وقته في التأليف والدعوة حيث بلغت عدد مؤلفاته 130 مؤلفاً أبرزها حصن المسلم وكان لا يفوت صيام الاثنين والخميس وصيام شعبان كاملاً وشهر محرم، ويختم القرآن الكريم كل ثلاثة أيام طول العام، إلى جانب تخصيصه يوماً واحداً من كل أسبوع عقب صلاة الجمعة للاجتماع بالأسرة على مائدة الغداء حيث اجتماع تربوي ودعوي.

وتابع ابنه: والدي - رحمه الله - متزوج من أربع نساء ولديه 20 ولداً و22 بنتاً، من بلغ منهم الـ 15 عاماً يحفظ كتاب الله، فيما بلغ إجمالي الحفظة 26 ذكوراً وإناثاً ولله الحمد.

وزاد: عمل والدي إماماً وخطيباً لجامع الفاروق في إسكان أفراد القوات المسلحة بالرياض من عام 1402 حتى عام 1424 ثم إماماً وخطيباً لجامع الأمير بندر بن محمد في الرياض حتى وافته المنية، حيث كان أغلب وقته في المسجد وحافظاً لكتاب الله يراجعه ويختمه كل ثلاثة أيام، وقد حج أكثر من 37 حجة، وأغلب وقت الإفطار في مسجده.

وأشار إلى أن والده بدأ في تأليف الكتب والرسائل العلمية بعد التخرج من كلية أصول الدين عام 1404 وقد صدر له 130 مؤلفاً كلها في ضوء الكتاب والسنة، وترجمت أكثر من 98 مؤلفاً من مؤلفاته لغير العربية.

وعن أيامه الأخيرة قبل وفاته قال ابنه: والدي كان يتحامل ويقاوم المرض ولم يعلم إلا في نهاية شهر شعبان من العام الماضي وهو الشهر الذي بدأ فيه المرض بالسرطان، فلم يثنه المرض ولم يخبر أحداً حتى أسرته إلا بعد أن اشتد عليه، حتى أنه كان يحرص على إلقاء المحاضرات والدروس بينما أنبوبة العلاج الكيماوي داخل ثيابه لا يراها أحد من الحاضرين، ومع ذلك صام شهر رمضان كاملاً وحج في ذلك العام حتى اشتد عليه المرض في شهر محرم من العام الجاري وكان سبب وفاته من آثار المرض ولكن السبب الرئيسي توقف في القلب والتنفس بعد تنويمه بأربعة أيام بمستشفى الحرس الوطني بالرياض.

وختم بقوله :" يعتبر هذا رمضان الأول بدون الوالد الذي تعلمنا منه كل شيء في هذه الحياة، إذ كان شعلة من الحماس في رمضان بالذات، جمعنا الله به في جنات النعيم، مشيراً إلى أن أحد أشقائه تولى إمامة الجامع الذي كان الوالد إماماً وخطيباً له لسنوات طويلة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org