نجح فريق طبي سعودي من مركز الأمير خالد بن سلطان لأمراض وجراحة القلب بمستشفى القوات المسلحة بالجنوب في إجراء عمليتَيْن نادرتَيْن لترقيع وإصلاح الصمام الميترالي بالقلب عن طريق القسطرة، وبدون الحاجة لفتح الصدر، وتكللتا بالنجاح، وغادر المريضان المركز -ولله الحمد- خلال يومين فقط.
وأوضح الدكتور صالح بن عبدالله الشهري، مدير المركز واستشاري جراحة القلب، أن هذا النوع من العمليات المتقدمة يتم في أماكن معينة على مستوى العالم. وهي أول عملية من هذا النوع تُجرى بالمنطقة الجنوبية، وقد أجراها كادر طبي سعودي بالكامل، وتمكن من ذلك بكل تميز ونجاح، وبدون مضاعفات -ولله الحمد-.
وأضاف الدكتور صالح الشهري بأن هذه العمليات تجرى للمرضى الذين يعانون من ضعف مزمن بعضلة القلب مع ارتجاع شديد بالصمام الميترالي؛ ما يسبب ضيقًا في التنفس، وتجمعًا للسوائل بالجسم والرئتين.
وبين أنه تم اتخاذ القرار بإجراء هاتين العمليتين عن طريق القسطرة عوضًا عن التدخل الجراحي بعد مناقشة الحالتين مع فريق طبي متخصص.
من جانبه، أوضح الدكتور عبدالله اليوسف، استشاري القلب والأشعة التداخلية للقلب بالمركز، أن هذا النوع من العمليات يعتبر من أحدث المستجدات للتدخل عن طريق القسطرة لعلاج ارتجاع الصمام الميترالي.
وعن مراحل وتفاصيل العملية أوضح الدكتور اليوسف أن المرحلة الأولى هي اختراق الحجاب الحاجز بين الأذينين، وذلك باستعمال إبرة معدة لهذا الغرض، ثم العبور من الأذين الأيمن إلى الأيسر. والمرحلة الثانية يتم خلالها وضع سلك معدني في الأذين الأيسر، وتمرير جهاز إصلاح الصمام الميترالي عليه. والمرحلة الثالثة يتم من خلالها العبور بالجهاز بعد فتحه إلى البطين الأيسر، ومن ثم الانتقال إلى المرحلة الرابعة التي يتم من خلالها التقاط شرفتي الصمام الميترالي بين ذراعي الجهاز لتثبيت شرفتي الصمام معًا عموديًّا في المنتصف، وتسمى بالمشبك. وتختتم العملية بالمرحلة الخامسة التي يتم من خلالها التأكد من فاعلية الالتقاط في علاج الارتجاع قبل التثبيت النهائي للمشبك وإزالة الجهاز بعد استخدامه.
ويُظهر هذا الإنجاز البارز قدرة مركز الأمير خالد بن سلطان على تقديم الرعاية الصحية على أعلى مستوى، وتطبيق تقنيات طبية متقدمة لعلاج الحالات القلبية الصعبة.
ومن جانبه، أشار مدير مستشفى القوات المسلحة بالجنوب، اللواء الدكتور عبدالله بن صالح العتيبي، إلى أن هذا الإنجاز الذي تحقق تم بفضل الله، ثم بفضل تضافر جهود الكفاءات الطبية، وذلك من خلال الدعم اللامحدود من قِبل ولاة الأمر -حفظهم الله-، وتقديمهم جميع السبل اللازمة للرعاية الصحية، وتطوير الخدمات الصحية المقدَّمة للمرضى.