كيف نتعامل مع مريض ألزهايمر؟.. تجربتان ونصائح: تقبلوا مرضاكم
شددت "آلاء بدر" أخصائية اجتماعية، على أهمية التقبل لمريض ألزهايمر؛ وهو ما سوف يسهّل أمورًا كثيرة في التعايش والتعامل مع المرض؛ مشيرة في المقابل إلى أنه عند الرفض وعدم المرونة سيشعر المرافق ومقدم الرعاية للمريض بالغضب والإنكار.
وأضافت "بدر" أن هذا المرض مزمن حتى اليوم؛ داعية لمزيد من القراءة والاطلاع عن المعلومات حوله.
ونصحت "بدر" التي تُقدم الرعاية الصحية لخالتها المصابة بمرض ألزهايمر في حديثها لـ"سبق" بعدم طمس شخصيات وهوايات المصابين بالمرض في أسرنا ورفضهم والخجل من ذكرهم أمام الناس؛ بالعكس يجب حفظ كرامتهم وكيانهم ونشر ثقافة التعامل الأمثل معهم، ومنها أساليب وخطوات بسيطة؛ كتغيير صيغة كلامي والمحافظة على مسافة حينما أتحدث، ونبرة الصوت ولغة الجسد "المرآة التي أصبحت تنعكس في مخ مريض ألزهايمر ليست كالشخص السوي".
واستعرضت الأخصائية الاجتماعية تجربتها الشخصية في اكتشاف مرض ألزهايمر عند خالتها بقولها: "لاحظت في البداية كثرة الأسئلة منها؛ مثلًا من سيزورنا اليوم؟ ويتكرر هذا السؤال كل نصف ساعة"؛ مشيرة إلى أنه لا ينبغي الدخول في جدال معهم.
وأضافت: كانت أول الأعراض كثرة النسيان، وكثرة الأسئلة، وصعوبة القيام ببعض المهام كالمشي ولبس الحذاء وارتداء الملابس، وتم تشخيص حالة خالتي بألزهايمر عن طريق أشعة الرنين المغناطيسي، ودل على وجود ضمور في المخ بسبب جلطة سابقة أصيبت بها!
ودعت مقدمي الرعاية الصحية لذويهم من مرضى ألزهايمر، إلى التوازن النفسي وعدم نسيان أنفسهم؛ حتى يستمروا في العطاء من خلال الاستعانة بمصادر الرعاية الأخرى كالعناية المنزلية.
وأشارت إلى أن مقدمي الرعاية الصحية لذويهم من مرضى ألزهايمر، أشد عُرضة للإصابة بالتوتر والاكتئاب، ونصحت في حال ظهور هذه الإشارات كالعصبية الزائدة والغضب لأتفه الأسباب والضغط النفسي المزمن والبكاء لأبسط شيء وتجنب المناسبات الاجتماعية تحاشيًا للسؤال عن مريض ألزهايمر؛ نصحتهم بضرورة اللجوء واستشارة المختصين والاستفادة من التطبيقات الإلكترونية أو التواصل مع وزارة الصحة.
وعن سبل الوقاية من الإصابة بمرض ألزهايمر نصحت بالمحافظة على الحياة الصحية بالتدريج خطوة بخطوة، حتى تصبح جزءًا من يومنا، وممارسة ألعاب الذاكرة الموجودة على الإنترنت، واستخدام اليد اليسرى في حال اعتمادي على اليمنى لتحريك الجانب الآخر من المخ، ونوهت بالجمعية التي أنشأت جروبًا خاصًّا لذوي مرضى ألزهايمر في الواتساب لمشاركة التجارب والمشاعر.
بدورها أوضحت "شادية باعلي" أخصائي نفسي أول، ومقدمة رعاية صحية لوالدتها المريضة بألزهايمر، أن التعامل مع مرضى ألزهايمر يحتاج إلى خبرة ووعي وسؤال المختصين، وعلم ودراية بكيفية التعامل معه؛ لأنهم يختلفون عن غيرهم من المرضى الآخرين، تَخَيّل إنسانًا يكون في قمة الوعي والعطاء والقوة ثم يصبح فجأة وكأنه طفل "يُرد إلى أرذل العمر".
وأشارت في حديثها لـ"سبق" إلى أن مرض ألزهايمر ليس مجرد نسيان؛ وإنما هو أكبر من ذلك بكثير؛ فإذا ضمُرت خلايا الدماغ يضمر معها كل وظائف الجسم! فلك أن تتخيل أنك كمقدم رعاية تعتني بهذا المريض صحيًّا ونفسيًّا وجسديًّا واجتماعيًّا؛ وهذه تحديات.
وأكدت أن على مقدمي الرعاية الصحية لمرضى ألزهايمر، العناية والاهتمام بأنفسهم وحياتهم، وألا يُحَمّلوا أنفسهم فوق طاقتها، واللجوء والاستعانة -بعد الله- بالمختصين وذوي الخبرة؛ ومنها الجمعية السعودية الخيرية لمرضى ألزهايمر.
ولفتت "باعلي" إلى أنها تضع جدولًا وبرنامجًا يوميًّا للعناية بوالدتها المريضة بألزهايمر، بالتناوب مع من يساعدها؛ بحيث تكون العناية الشخصية بوقت وأكلها وأخذ دوائها ونومها بوقت محدد ومنظم.
وقد اختتم مؤتمر ألزهايمر الدولي الخامس، الذي نظمته الجمعية السعودية الخيرية لمرض ألزهايمر، أعماله، بمشاركة 31 متحدثًا من الخبراء والأكاديميين المهتمين بالمجال الصحي في المملكة والعالم؛ حيث طرح عددًا من القضايا العملية والأفكار والحلول المبتكرة حول مرضى ألزهايمر وكبار السن.