باتت السعودية أكبر لاعب دولي في ملف الحرب الروسية- الأوكرانية؛ نظرًا لحيادها ودورها الفعال في إنجاح صفقات تبادل الأسرى بين الجانبين.
وشدد مراقبون على أن زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء إلى الرياض ولقاءه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ دليل على هذا الدور، معتبرين أن المملكة هي أبرز مرشح لاحتضان أي اتفاق سلام محتمل لهذا النزاع.
وقالت "الفرنسية" إن زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إلى السعودية ولقاءه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تحمل أكثر من دلالة إيجابية في سياق الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقال زيلينسكي على حسابه في منصة "إكس" إنه ناقش مع سمو ولي العهد "صيغة السلام" في أوكرانيا، مضيفًا: "بوسع القيادة السعودية أن تساعد في إيجاد حلول عادلة".
وأشار زيلينسكي إلى أن المحادثات تَطرقت أيضًا إلى قمة السلام التي يطمح لعقدها خلال الربيع في سويسرا. وقال: "نحن قريبون جدًّا الآن من عقد أول قمة للسلام ونعول على الدعم المستمر فعليًّا من السعودية".
وسبق أن انعقد أحد تلك الاجتماعات التحضيرية لقمة السلام المقترحة في مدينة جدة في شهر أغسطس الماضي. كما توسطت المملكة في تبادل مئات الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
في هذا السياق، يرى الباحث الأوكراني في العلاقات الدولية قسطنطين جريدين أن دور الرياض في ملف الحرب الأوكرانية كان كبيرًا منذ البداية.
وقال جريدين تعقيبًا على زيارة زيلينسكي: "سَبَق أن شهدت هذه الحرب عدة عمليات ناجحة لتبادل الأسرى بين طرفي النزاع؛ لكن اليوم لم ترد أية معلومات حول صفقة تبادل جديدة محتملة إثر زيارة الرئيس زيلينسكي للرياض.
ولم يتم الكشف عن تفاصيل حول دور الوساطة السعودية ومجريات المفاوضات من قِبَل أي طرف حتى لا تؤثر عليها سلبيًّا.
ولا يزال هناك العديد من الأوكرانيين أسرى لدى روسيا؛ مما يؤكد أن أي دور للوساطة -بما في ذلك من السعودية- هام للغاية".
ولفت الباحث الأوكراني إلى زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسعودية في السادس ديسمبر الماضي، ضمن جولة دبلوماسية شملت الإمارات، وقال إنها "تؤكد أهمية الدور الذي تلعبه الرياض في هذا الصدد"؛ منوهًا بـ"أهمية العلاقة" بين ولي العهد وبوتين، وخلُص "جريدين" إلى أن "لعب السعودية دور الوساطة هو مناسب وفعال".
وكان زيلينسكي قد تحدّث في تغريدة سابقة على منصة "إكس" لدى وصوله إلى الرياض، عن حوار منتظم مع سمو ولي العهد، حول صيغة السلام وعودة أسرى الحرب والمُبعدين. وأضاف: "لقد ساهمت قيادة المملكة بالفعل في إطلاق سراح أبناء شعبنا. وأنا على ثقة بأن هذا الاجتماع سوف يُسفر أيضًا عن نتائج..".