ربما زار البعض المدينة المنورة ورأى معالهما، وربما شاهد الكثيرون معالم المدينة عبر الوسائط المرئية دون زيارة؛ لكن لا يوجد هناك من عايش تجربة زيارة المدينة المنورة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل أكثر من 14 قرنًا، فمن المحال فيزيائيًّا السفر في الزمن إلى الماضي؛ لكن التقدم العلمي أتاح تقنية الواقع الافتراضي، التي تُمَكّن من بناء نماذج تحاكي البيئات الزمنية للعصور الماضية.
واستفادت شركة "أنا المدنية" من تقنية الواقع الافتراضي في بناء نموذج يحاكي بيئة ومجتمع المدينة المنورة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، مستعينة بما دوّنته السنة عن ملامح المدنية، وأساليب العيش التي كانت سائدة فيها، وقد أتاح هذا تصميم نموذج لزوار معرض الرياض الدولي للكتاب، ليعايشوا من خلاله زيارة المدينة المنورة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتجربة المعايشة مصممة على شكل رحلة جوية فردية، يشاهد خلالها الزائر المدينة المنورة من الجو، ثم يهبط إلى مستوى السائر على الأرض، ويتجول على أهم معالم المدينة، فيدخل بستان أبي طلحة الأنصاري الذي تصدق به، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخله ويشرب من ماء بئره، كما يدخل الزائر إلى نموذج معماري يحاكي تصميم المسجد النبوي على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ويدخل إلى حجرة النبي وزجته أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر، ويشاهدها من الداخل، ويرى مكوناتها طبقًا لما ورد ذكره في السنة.
وأوضح المدير التنفيذي لشركة "أنا المدينة" صادق واصل لـ"سبق"، أن فكرة نموذج الواقع الافتراضي انبثقت في أذهان شركة "أنا المدينة"، عندما فكرت في تحويل سيرة الرسول صلى الله عليه وعليه وسلم إلى واقع؛ بحيث يعايشها المسلمون، وقد استقرت على اختيار تقنية الواقع الافتراضي.
وبيّن "واصل" أن "أنا المدينة" شرعت في بناء نماذج للسيرة النبوية بطريقة الواقع الافتراضي؛ بحيث إن المشاهد يبحر في رحلة ممتعة فيرى معالم مكة، ويرى معالم المدينة، في أفلام متتابعة، الفيلم الأولى لمعالم مكة على عهد النبي، والثاني للمدنية المنورة، وهو المتاح لزوار معرض الرياض للكتاب حاليًا ومدته تصل إلى 12 دقيقة مقابل رسوم مشاهدة 25 ريالًا.