تمكّنت منطقة جازان بمقوماتها السياحية والبيئية المتنوعة، من أن تتبوأ مكانة متميزة على خارطة السياحة في المملكة، وزادت الرؤى والبرامج والمبادرات التي تبنّتها الدولة في السنوات الأخيرة من رفع مستوى قدراتها التنافسية ولفت الأنظار إلى ما تمتلكه من إمكانات لجذب المستثمرين والزوار من داخل المملكة والسائحين من خارجها.
ويعدّ الجبل الأسود بمحافظة الريث من أجمل المصايف في منطقة جازان؛ لما يمتاز به من طبيعة خلابة تجذب الزوار والمتنزهين للاستمتاع ببديع صنع الخالق سبحانه وتعالى على قمته ذات الطبيعة البكر.
ويبلغ ارتفاع الجبل 3 آلاف قدم، وعلى امتداد 1800م تقريبًا، ويبعد عن مدينة جازان نحو 124 كيلومترًا، فيما ترجع تسميته بالجبل الأسود لكثافة غطائه النباتي الذي أضفى عليه اللون الأسود لمن يشاهده من بعيد، حيث يأتي على شكل قوس يبدأ من الشمال لينحني نحو الشرق عند أعلى قمة فيه، ويحده من الشمال والشمال الغربي جبل القهر ووادي لجب، ومن الجنوب جبال منجد التابعة لمحافظة هروب.
ويمتاز الجبل الأسود بالطقس البارد طوال أيام السنة والغابات الكثيفة وأشجار العرعر والمدرجات الزراعية التي تدل على عظمة وإتقان سكان الجبل الذين حولوا الجبال الشاهقة إلى مدرجات زراعية تجود بكل أنواع الحبوب والخضراوات والفواكه والنباتات العطرية التي تعطر أجواء الجبل بشذاها الطيب، والأمطار الغزيرة التي تتواصل معظم أيام السنة، والضباب الكثيف الذي يتكرر يوميًا في مشهد بديع يعانق قمم الجبال معانقًا أشجارها ومتمايلًا صوب المباني والطرقات، فينعش نسناسه المكان حاملًا معه روائح النباتات العطرية وأزهار الأشجار السامقة التي تبعث في النفس البهجة وشعورًا بالاسترخاء والسكينة.