في أول مقالة كتبتها في صحيفتنا "سبق" قلت في ختامها نصًّا: "سيكتب التاريخ أن عام 2018م سيكون عام التجديد لوجه الرياضة السعودية، ونقطة تحول بدعم ورعاية المجدد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان"؛ لأني أعلم جيدًا أن من قال في أول لقاء له "طموحنا عنان السماء" لن يتوقف دون أن يُحدث تغييرًا جذريًّا، يكون سببًا في نقلة نوعية، تشكل نقطة تحول في مسيرة الرياضة السعودية التي تعد أحد أهم عناصر الترفيه للمجتمع، بل حجر زاوية في تغيير نمط الحياة وتحسين جودتها.. وكل ذلك عناوين مهمة في خارطة الرؤية السعودية 2030م، وأحد أهم أهداف التحول الوطني 2020م.
لذلك أستطيع اليوم القول إن الرياضة بدأت منعطفًا تاريخيًّا جديدًا، خاصة أنها تخلصت من كبرى مشكلاتها، ومن ديون وصلت لأكثر من مليار ريال، كانت عائقًا أمام أي تطور، بل قد تكون سببًا في هبوط أندية، وتدهور أخرى؛ وهو ما يعني تأثر كرة القدم السعودية التي هي واجهة الرياضة، وأهم مكوناتها.
لن أدخل في تفاصيل ما قبل يوم الاثنين 21 مايو 2018م؛ لأنها أصبحت من الماضي، ولكن المهم اليوم هو المستقبل وصناعته وتطوره وبناؤه بالشكل الذي يليق باسم ومكانة وقوة السعودية، خاصة أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اليوم أوجد الأرضية الخصبة والدعم المالي والمعنوي والإداريبشتى أشكاله وأنواعه، ولم يترك لأي مسؤول في القطاع الرياضي أي عذر لأي خلل قد يحدث مستقبلاً، أو عمل لا يلبي طموحاتنا التي نعمل اليوم من أجلها، وتضع الرياضة السعودية في الريادة على المستويات كافة. ولن أبالغ لأقول إننا نريد كل بطولات العالم والميداليات الذهبية في كل الألعاب؛ فهذا لن يحدث، ولكن نرغب بأن نشاهد عملاً احترافيًّا، يقدم لنا رياضة تنافسية مشرفة وترفيهية لائقة ومجتمعية، تخدم المجتمع، وتلبي احتياجاته، وتحسِّن من جودة حياته وصحته.
كما أن المجتمع اليوم، ومن قبله المسؤول، لن يقبل بعد 21 مايو بأن نسمع بأن هناك أندية عليها ديون، أو رئيس نادٍ يعبث بمقدرات هذا النادي أو ذاك ليسجل إنجازًا باسمه على حساب الكيان في ظل مدخولات مقنعة من النقل التلفزيوني، وغيرها من المداخيل التسويقية الأخرى، وأخرى سيتمإعلانها قبل بداية الموسم المقبل.. فالكل اليوم أمام اختبار النجاح والتفوق، ولن نقبل بأن نشاهد من يعيدنا لما قبل 21 مايو؛ لأننا لا بد أن نتعلم من الدروس والأخطاء والتجارب؛ لنزداد قوة، وليس لنعود لما كنا إليه، فاليوم زمن الصناعة فكرًا وقولاً وعملاً.
سيسجل التاريخ أن 21 مايو 2018م كان يومًا ألبس فيه ولي العهد المجدد الأمير محمد بن سلمان الرياضة السعودية ثوبًا جديدًا، يليق بها وبمستقبلها وشبابها ورؤيتها، وتحولها لمجتمع يتنفس الرياضة صحة وأمنًا وترفيهًا وتعليمًا واقتصادًا وصناعة، تحسن جودة حياته في ظل وطن طموحه اليوم (عنان السماء).