للمرة الثانية خلال قرابة ثلاث سنوات يستقبل الإمبراطور الياباني، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في قصر أكاساكا في العاصمة طوكيو، فاليوم (الثلاثاء) استقبل الإمبراطور ناروهيتو؛ الأمير محمد بن سلمان، في قصر أكاساكا للمرة الثانية ضمن زيارته الرسمية الحالية لليابان عقب ترؤسه وفد السعودية في القمة الرابعة عشرة لقادة مجموعة العشرين التي اختتمت في أوساكا السبت الماضي، أما المرة الأولى فكانت في أواخر شهر أغسطس 2016، حينما استقبل الإمبراطور أكيهيتو؛ (والد الإمبراطور الحالي)، الأمير محمد بن سلمان، في أثناء زيارته الرسمية إلى اليابان التي جاءت تلبية لدعوة من الحكومة اليابانية عندما كان ولياً لولي العهد، فما الأهمية الرسمية والتاريخية لقصر أكاساكا في اليابان؟ ومتى شُيّد؟ وكم تبلغ مساحته؟
بدأ بناء قصر أكاساكا في نهاية القرن التاسع عشر وتحديداً عام 1899 واستغرق بناؤه عشر سنوات، وجرى الانتهاء منه عام 1909، وكان الهدف من بنائه أن يكون مقراً لولي العهد الإمبراطوري حينئذٍ، وظل يستخدم لهذا الغرض إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، اذ انتقلت ملكيته إلى الدولة اليابانية، فاستخدمته كمكتبة للبرلمان في الفترة من 1948 – 1961، ومقراً لوكالة الفضاء في الفترة من 1948 – 1960، ثم استخدمته مقراً للجنة تنظيم أولمبياد طوكيو في الفترة من 1961 – 1965، قبل أن تخصصه مقراً لإقامة كبار شخصيات الدولة اليابانية ابتداءً من عام 1974، وأول مَن أقام فيه من رؤساء الدول هو الرئيس الأمريكي جيرالد فورد؛ كما أقام فيه الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال زيارته إلى اليابان في مارس 2017.
ويقع قصر أكاساكا في حي ميناتو على أطراف العاصمة اليابانية، وبالقرب من مينائها، وتبلغ مساحته الكلية 117 ألف متر مربع، فيما تصل مساحة بنائه 15 ألف متر مربع، أما بقية المساحة فتضم حديقة فسيحة، ونوافير، وممشى يمتد لمسافة 3 كيلو مترات يلتف حول القصر، ويتكون القصر من قاعات متعددة، أشهرها قاعة "كاتشو نو ما"، وتعني – بحسب تقرير أعدّه "العربية نت" قبل زهاء عامين - قاعة الزهور والطيور، و"تستمد القاعة اسمها من 36 لوحة زيتية كبيرة تغطي سقف القاعة، كما تحتوي على لوحات زيتية على جدرانها من أعمال الرسام سيتي واتانابي، وترمز لفترة الإمبراطور ميجي في التاريخ الياباني، وتستخدم هذه القاعة لاستقبال الضيوف، وتستوعب 130 شخصاً".
صنف اليابانيون قصر أكاساكا كنزاً وطنياً عام 2009، ولم يفتح القصر للزيارة أمام الجمهور أبداً باستثناء سماح الحكومة بزيارة أجزاءٍ منه لمدة عشرة أيام فحسب عام 1975، والقصر يعد تحفة معمارية فاخرة للغاية، ويضم في مكونات بنائه رخاماً من إيطاليا وفرنسا والنرويج، وتغطي أرضياته أنواع من السجاد النادر.