ثالوث النجاح

ثالوث النجاح
تم النشر في

من المهم أن نفهم اليوم طبيعة العمل الرياضي الذي يقوم على أساس النشاط الشمولي الذي يتحرك في كل اتجاه، ويدخل تأثيره في عمق المجتمع من خلال نشر الألعاب، وزيادة عدد الممارسين، وتنويع الأنشطة الرياضية، وتفعيل ما لم يكن مفعلاً منها، وفي الوقت ذاته خلق الاستثمار الرياضي، وبناء الاقتصاد الذي تستطيع من خلاله الرياضة أن تقوم على أساس الصناعة الحقيقية التي تضمن دورة العمل وفق مفهوم الربحية التي - بلا شك - تعني النجاح الحقيقي؛ لأن ذلك هو السبيل نحو صناعة رياضة، تقوم على أساس الاستمرارية بعيدًا عن البرامج والأنشطة الوقتية التي يمكن أن يصرف عليها اليوم، وقد تتوقف غدًا؛ لأنها ستكون عبئًا ماليًّا.

وفي عالم الصناعة لا بد من إيجاد أدوات النجاح التي تضمن لك أن هذا العمل وهذا البرنامج أو ذلك الحدث سيبقى مستمرًّا في دورته، ويستطيع أن يتطور من وقت لآخر.. وهذا لن يحدث إلا بوجود شراكات متعددة، تضمن مثل هذه الاستمرارية؛ فلا يمكن أن تبقى الهيئة العامة للرياضة تصرف على تلك البرامج دون أن تؤسس لها دورة اقتصادية، تضمن أن تكون برامج وأحداثًا قائمة بحد ذاتها، وتمول نفسها بنفسها.. ولا مانع من الصرف الحكومي في بدايات التأسيس لتحديد حجم البصمة وتأثيرها وتفاعل المجتمع معها.. وهذا ما حدث - على سبيل المثال - في فعاليات مثل "البلوت"؛ ففي البداية لم يكن هناك فعالية لهذه اللعبة الشعبية التي يهتم بها المجتمع، واليوم أصبحت من أكثر الفعاليات التي يتفاعل معها الجمهور، وحققت أرقامًا كبيرة جدًّا؛ وهو ما يعني أن عوامل نجاحها واستمراريتها مضمونة من خلال إيجاد الشراكات التي تضمن لها الاستمرار كمنتج ربحي، يحقق أرباحًا، ويتطور مع الوقت.

العمل الرياضي واسع، وكبير جدًّا، ولم يُفعَّل منه إلا الشيء اليسير، ومجتمعنا بطبعه هو مجتمع يتمتع بروح الشباب؛ لذا فإن البرامج والأنشطة الرياضية تحقق نجاحًا وتأثيرًا كبيرًا، بل فوائدها على الصحة والأمن والاقتصاد لا حدود لها متى ما عملنا وفق الشراكات التي تؤسس للعمل الصحيح.. ودائمًا ما أقول إن هناك ثالوثًا مهمًّا للنجاح، أوله هو الإرادة الحكومية في تفعيل مثل هذه الأنشطة، وهذا ما تحقق في السنوات الأخيرة، وثانيه هو القطاع الخاص والشركات التي تدخل في رعاية مثل هذه الأحداث، وتحقق التمويل متى ما نُفِّذ بشكل احترافي، وثالثه هو الإعلام الذي لا بد اليوم أن يتغيَّر كثيرًا في هذا الجانب؛ فالإعلام الرياضي في السابق كان قويًّا في تلك الفترة، ولكنه اليوم مع المتغيرات لم يستطع أن يتكيف معها ويتعامل مع أدواتها؛ وهو ما يجعلنا نقول إنه لا بد أن نعيد صياغة تركيبة العمل الإعلامي، وصناعته، وأهدافه، وأن يسعى الإعلام لبناء الشراكات، وتفعيل دوره في منظومة العمل الجديدة بالأدوات المناسبة التي تجعله مؤثرًا بشكل أكبر.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org