حميدان التركي.. خمسة تساؤلات وإجابة واحدة!

حميدان التركي.. خمسة تساؤلات وإجابة واحدة!
تم النشر في
في البداية لدي خمسة تساؤلات:
الأول: هل هناك شيء غامض في قضية حميدان التركي لم نعد نفهمه؟
 
الثاني: لماذا تحاول السلطات القضائية الأمريكية إذلال حميدان التركي في محبسه وتضييق الخناق عليه؟!
 
الثالث: لماذا هذا التعنت مع حميدان التركي ورفض الإفراج عنه، على الرغم من أن قضيته جنائية وليست سياسية كما يزعمون؟!
 
الرابع: هل يشكِّل حميدان التركي خطراً داهماً على الولايات المتحدة؛ لذا ترفض الإفراج عنه أو نقل محكوميته للسعودية؟
 
الخامس: لماذا كل هذا التعنت مع أسرة حميدان التركي؟
 
الإجابة عن كل هذه التساؤلات تجدها في ثنايا قصته، التي نبدؤها بالقول إنه مبتعث من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في قسم اللغة الإنجليزية لتحضير الدراسات العليا في الصوتيات، وحاصل على الماجستير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة دنفر بولاية كلورادو في الولايات المتحدة.
 
وفي هذه الكلمات البسيطة تكمن الإجابة!
إنه مبتعث عربي مسلم، يبدو من مظهره وسمته وسلوكه، وكذلك أسرته، أنه حريص على الالتزام بهدي الإسلام وتعاليمه، ولم ينخرط في المجتمع الأمريكي وفق التقاليد الأمريكية، بل حافظ على هويته ومظهره ومخبره، مضافاً إلى ذلك تفوقه وتميزه في دراسته.
 
لقد اجتمعت في حميدان وأسرته المعادلة التي تغيظ الكفار، وهي: التزام بقيم الإسلام، رفض للانصياع لقيم المجتمع الغربي، أسرة متماسكة لم تتلوث بهواء الغرب الفاسد ونجاح عملي وعلمي سيعود بالنفع على بلاد العرب والمسلمين، ولاسيما بلد الحرمين الشريفين؛ لذا كان كل هذا العنت مع الأسير الحر.
 
ولك أن تقف على تضاعيف قصته وثنايا حكايته؛ لتعلم أنه كان متربَّصاً به وبأسرته. وقد حيكت ضده المؤامرات تلو المؤامرات؛ ليكون عِبرة وعظة لمن يسير على ذلك الدرب من الجمع بين الالتزام الديني والدعوة لهذا الدين والتفوُّق العلمي.
 
لقد تم اعتقال حميدان التركي للمرة الأولى وزوجته في نوفمبر 2004م بتهمة مخالفة أنظمة الإقامة والهجرة، وداهم مقر سكنه في الولاية الأمريكية 30 عنصراً من مكتب التحقيقات الفدرالية، فيما اعتُقلت خادمتهما الإندونيسية، وتَمّ استجوابها بخصوص تعامل الأسرة معها، وأفادت بأن تعاملهم كان طيباً للغاية معها، ونفت تعرضها لأية تحرشات جنسية. وفي الثاني من يونيو 2005 م، أي قبل أقل من عام واحد فقط على الحادثة الأولى، أعادت السلطات الأمريكية اعتقال الزوجين مرة أخرى بتهمة إساءة التعامل مع الخادمة، واحتجاز أوراقها الثبوتية، وتعرضها لتحرش جنسي؛ لتناقض بذلك كل اعترافاتها السابقة!
 
لقد استمر حميدان في موقفه صلباً رافضاً الانكسار أمام الغرور الأمريكي الذي يصرُّ على ضرورة أن ينصاع حميدان لرغباتهم، وتلين أمام رغباتهم حماسته وتمسكه الديني؛ ومن ثم كان الرفض المستمر للإفراج المشروط، ووضعه في سجن مشدد، وفي زنزانة انفرادية!
 
لقد اشترطوا على حميدان حضور دورة إلزامية لإصلاح من يصفونهم بمرتكبي الاعتداءات الجنسية، وأخبروه بأنه يفترض عليه لاجتياز الدورة النظر إلى فتيات بلباس الاستحمام وملابس فاضحة كجزء من عملية التقييم!! لكنه رفض بإصرار معللاً رفضه بأنه مسلم، وعقيدته لا تسمح له بالنظر إلى صور نساء بملابس خليعة، التي يتم عرضها خلال تلك الجلسات، وقام بإخبار سلطات السجن قبل عامين بأن هذا البرنامج يتعارض مع القيم الإسلامية.
لله درك.. أما زلت متمسكاً بعقيدتك وعفتك وطهارتك!
 
وأمام هذه الصلابة والقوة كان المساس بأسرة حميدان، ومحاولة كسر إرادته. فقبيل إقلاع طائرة تقل الأسرة كلها لمقابلة والدهم بعد سنوات من الحرمان يأتي القرار بمنع ابنتيه من صعود الطائرة دون تحديد الأسباب، ولكن الأسباب معلومة سلفاً.
 
إن حميدان في صراع إرادة مع القوى العظمى في العالم، ونحسبه سينتصر في محبسه بقوة إرادته على سجانيه، الذين لم ولن يجدوا ما يحطمون به هذه الإرادة الفولاذية؛ لأنها إرادة مستمَّدة من عقيدة لا تلين ولا تضعف، بل تقوى مع كل محنة، وتسمو مع كل ابتلاء.
كلنا حميدان التركي..  

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org