واصل منتدى مسك العالمي فعالياته لليوم الثاني على التوالي، حيث بدأ المنتدى بجلسة تحت عنوان "أسير الماضي أم مستعد للمستقبل"، والتي دعت إلى تطوير المهارات الشخصية من أجل مواكبة تحديات العمل في المستقبل؛ نظراً لأهميتها في تطوير القوى العاملة، إضافة إلى مهارات المشاركة الفعالة للاستفادة من الخلفيات المتنوعة لكل موظف وفريق.
وأكد الدكتور بدر البدر الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن سلمان الخيرية "مسك الخيرية"، خلال جلسة "أسير الماضي أم مستعد للمستقبل" أن المهن الحالية مختلفة كثيراً عن المهن التي كانت عليها خلال الأجيال السابقة، مضيفاً: "كما أن مهن أولادنا ستختلف عن المهن الحالية بشكل كبير".
وأوضح "البدر" أن التدرج الطبيعي قديماً كان المدرسة ثم الجامعة، ثم العمل في شركة أو اثنتين ثم التقاعد، أما الآن فأصبح الوضع مختلفاً، حيث يتم الحصول على بعض التعليم ثم بعض العمل، وخلال العمل يقوم الموظف بالتعلم، ثم يذهب إلى وظيفة أخرى ثم يعود للدراسة، ويمكن أن يقوم بأعمال متفرقة، مشيراً إلى أن هذا الواقع الجديد يتطلب عقلية مختلفة ونظاماً تعليمياً مختلفاً ليناسب بيئة العمل الجديدة.
وشدد الرئيس التنفيذي لمؤسسة مسك الخيرية على الحاجة المستمرة لرفع المهارات الشخصية، حيث دأبت الجامعات التقليدية على التركيز على المهارات الفنية، فيما المهارات الشخصية تأتي في مرحلة ثانوية.
وبيّن "البدر" أن المهارات الشخصية تتمثل في أخلاقيات العمل، مهارات العروض التقديمية، مهارات الحديث، الذكاء العاطفي، مشيراً إلى أن بعض الجامعات بدأت تدريسها، إضافة إلى تصميم مسك الخيرية لبرامج متخصصة لرفع تلك المهارات وتعزيزها.
ودعا "البدر" الطلاب إلى أخذ زمام المبادرة وعدم الانتظار حتى تغير الجامعات مناهجها وتصحيح النظام التعليمي، إذ إن تحقيق النجاح في هذا العالم مرتبط باكتساب المهارات الشخصية، مشيراً إلى وجود أماكن كثيرة لاكتسابها من خلالها سواء من خلال برامج مسك الخيرية، أو الإنترنت، إضافة إلى العديد من البرامج الحكومية لتعزيز المهارات الشخصية للرياديين أو العاملين المستقلين أو حتى التقليديين.
وأوضح "البدر" أن العديد من المنظمات بما فيها مؤسسة مسك الخيرية تركز على إعادة تعليم المهارات وإعادة منح الأدوات، مشيراً إلى أن وزارة التعليم تعمل على إعادة إطلاق مناهج جديدة آخذة في الاعتبار أماكن العمل ومساحات العمل، إضافة إلى الشراكة بين الجامعات والشركات الكبرى في صياغة المساقات الدراسية لتناسب أكثر سوق العمل ومكان العمل.
بدورها، تحدثت الأميرة الجوهرة آل سعود -شريك هينينغ لارسن- خلال الجلسة ذاتها عن بداية مسيرتها كمهندسة معمارية، ثم العمل في تطوير الأعمال قائلة: "تقدمت في العمل وبدأت كمهندسة معمارية مبتدئة، وبشكل تدريجي تطورت مهاراتي، والآن أصبحت أدير مهارات تطوير الأعمال في السعودية".
وأكدت الأميرة "الجوهرة" على الدور الكبير الذي تلعبه المهارات الشخصية، في عالم تطوير الأعمال، ووظائف اليوم.
وأوضح إزيكيل فيدانادا روزا الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة piipee من قادة الأمم المتحدة الشباب لأهداف التنمية المستدامة -البرازيل- أن الإنسان يتعلم أكثر عندما يفشل، وقد يكون الأمر في البداية صعباً، إلا أنه مع الوقت وعند إدراك الأمور التي يجيب تفاديها مستقبلاً، يصبح الأمر رائعاً ومفيداً.
وفيما يتعلق بالمهارات الشخصية، أكد "إزيكيل" أن أهمها هو إدارة الفريق؛ إذ إن التعامل مع الناس أمر صعب، فهم لديهم أحلام وأنت كذلك، مضيفاً: "عندما تكون ريادياً تدير 1000 شخص مختلفين في مستوى التفكير والمهارات، أمر مختلف تماماً عن إدارة صديق أو شخص من العائلة".
وأشار إلى أن من أكبر دوافعه إلى العمل إيمانه بأن لكل شخص مهمة في الحياة، ويحب أن يقدم شيئاً، موضحاً أنه حتى يكون الشخص ريادياً يجب أن يكون مرتاحاً مع ذاته، وقادراً على إدارة الأمور لتحقيق حلمه.
من جهتها، قالت إيفينو أوجوتشوكو الرئيس التنفيذي لـ Tony Elumelu Foundation -نيجيريا: "لدينا ميزانية ضخمة لتدريب القوى العاملة في إفريقيا ونطمح باستمرار لزيادة العدد نظرا للحاجة الماسة".
وأضافت أن "النظام التعليمي يعد عقليات تبحث عن وظيفة، لكن لا بد من بناء العقلية التي تخلق الوظيفة لنفسها وللآخرين"، مؤكدة أهمية ريادة الأعمال ليس فقط لإنشاء شركة، ولكن "حتى تكون ناجحاً يجب أن يكون لديك عقلية ريادي وروح ريادة الأعمال؛ بحسب وصفها".