بعرض عسكري ضخم ورسائل ترسم الخطوط الحمراء.. المملكة تؤكّد: لا تهاون في أمن الحج

بعرض عسكري ضخم ورسائل ترسم الخطوط الحمراء.. المملكة تؤكّد: لا تهاون في أمن الحج
تم النشر في

بعرضٍ عسكري ضخم؛ مروراً برسائل تحذيرية صارمة، إلى تطويع الذكاء الاصطناعي.. جوانب عدّة كشفت عن استعداد المملكة "الاستثنائي" المذهل في آنٍ واحدٍ؛ لاستقبال ضيوف الرحمن في موسم الحج، الذي شهد وصول أكثر من مليون و200 ألف حاج إلى المملكة من مختلف دول العالم.

موسمٌ تسعى المملكة فيه لكي يمر بسلامةٍ وأمنٍ خدمةً منها لضيوف الرحمن، وحرصاً على حفظ أمنهم وسلامتهم في أثناء أداء نُسكهم في المشاعر المقدسة، منذ وصولهم حتى مغادرتهم إلى بلدانهم بسلامٍ آمنين.

وطرحت المملكة لاءات ثلاثة، شملت: (لا) لمخالفي الأنظمة، و(لا) لتسييس الحج، و(لا) لمَن يعكر صفو الشعيرة المقدّسة، تناغمت مع الخطوط الحمراء: أمن الحجاج خط أحمر، أمن المشاعر خط أحمر، أمن الوطن خط أحمر، لتشكّل حائطَ صدٍ في وجوه المخالفين، ومَن يسير في ركبهم أو يقتفي خُطاهم.

كيف استعدت المملكة للموسم الاستثنائي؟

آخر ما كشفت عنه المملكة من استعداداتٍ لاستقبال ضيوف الرحمن، ذلك العرض العسكري للقوات المشاركة في حج هذا العام، الذي أكّد جاهزية تلك القوات لخدمة الحجيج وضمان تأدية مناسكهم بكل راحةٍ وطمأنينة.

عرضٌ نفّذته القوات الأمنية المشاركة في تأمين الحج يوم الإثنين الماضي، عكس كفاءةً ومهاراتٍ عالية في تنفيذ مختلف المهام الأمنية، وأظهر التنسيق بين مختلف الجهات الأمنية، بشكلٍ يؤكّد قدرتها على التعامل مع أيّ طارئ قد يحدث خلال موسم الحج.

وتضمن العرض الذي حضره وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، وعددٌ من كِبار المسؤولين الأمنيين، كتل الهرولة والآليات الحديثة التي انضمت إلى موسم الحج.

ومن خلال تنفيذ عددٍ من الفرضيات الأمنية، واستعراض أبرز الآليات والمدرعات والمركبات الخاصة، وطيران الأمن، أكّدت قوات أمن الحج جاهزيتها، وقدرتها وإتقانها الخطط التي وُضعت لأمن ضيوف الرحمن وسلامتهم.

ماذا يعني ذلك العرض؟

العرض العسكري الذي تنظمه وزارة الداخلية بشكلٍ سنوي قبل موسم الحج، يوجّه رسائل عدة؛ أولاها: المحافظة على أمن حجاج بيت الله الحرام وسلامتهم، وتيسير أداء نُسُكهم، وتوليد شعور لديهم بأنهم آمنون في بيت الله الحرام.

ومن بين الرسائل التأكيد على ضرورة احترام القوانين المنظمة للحج، التي وضعتها المملكة، تيسيراً على ضيوف الرحمن وضماناً لأمنهم وأمانهم، وليس لتضييق الخناق عليهم.

رسالة أخرى موجّهة إلى التنظيمات التي تهدف إلى التشويش على جهود المملكة في تنظيم الحج بأبهى صوره، وتوجيه تحذيرٍ صارمٍ لهم، بأن أمن الحج وضيوف الرحمن بمنزلة خط أحمر.

رسائل أكّدها مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية بالحج الفريق محمد بن عبدالله البسامي؛ الذي قال في كلمةٍ ألقاها خلال الحفل: إن قوات أمن الحج جاهزة ومستعدة للتعامل بأقصى درجات الحزم والقوة؛ لمواجهة كل ما قد يعكر صفو ضيوف الرحمن، وبما يكفل لهم أداء مناسكهم بيسرٍ وطمأنينة.

وفيما أكّد أن المملكة سخّرت طاقاتها وإمكاناتها البشرية والآلية، واستخدمت أفضل التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لخدمة ضيوف الرحمن وتحقيق أمنهم وسلامتهم، أشار إلى أن قوات أمن الحجاج باشرت تنفيذ مهامها المكلّفة بها لموسم حج هذا العام/ وفقاً للخطط الأمنية والوقائية المعتمدة على مجموعة من الركائز التي تجعل الاستعداد المبكر والتكامل بين الجهات المشاركة كافة أنموذجاً عملياتياً يعكس مهارة التخطيط ودقة التنفيذ لمهامها.

الأمر نفسه، أشار إليه المتحدث باسم وزارة الداخلية العقيد طلال الشلهوب؛ الذي قال في كلمته خلال العرض العسكري: إن رجال الأمن جاهزون لأداء مهامهم لتحقيق تطلعات القيادة التي تحرص على تأدية ضيوف الرحمن مناسكهم بكل يسرٍ وسهولة.

الشلهوب؛ شدَّد على أن كل الخُطط الأمنية التي اعتُمدت في موسم حج هذا العام، جاءت بناءً على دراسة وتقييم للخُطط السابقة، محذراً مخالفي أنظمة الحج، قائلاً: إن رجال الأمن يتابعون ضبط مخالفي أنظمة الحج، وعلى الجميع التقيُّد بالتعليمات والحصول على التصاريح لأداء المناسك.

بدوره، أكّد المتحدث باسم قيادة قوات أمن الحج بالأمن العام المقدم خالد الكريديس؛ «جاهزية قوات أمن الحج لخدمة ضيوف الرحمن وضمان تأدية مناسكهم بكل راحةٍ وطمأنينة.

هل كانت تلك الرسائل هي الأولى من نوعها؟

لم تكن تلك الرسائل حول أمن الحجاج هي الأولى من نوعها؛ فقبل أيامٍ، عقدت وزارة الداخلية، المؤتمر الصحفي لقيادات قوات أمن الحج، الذي شهد رسائل مشابهة، أطلقتها قيادات أمنية.

خطوط حمراء

مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية للحج الفريق محمد بن عبدالله البسامي؛ وضع خطوطاً حمراء عدة، قائلاً: أمن الوطن خط أحمر، وأمن الحجاج خط أحمر، وأمن المشاعر خط أحمر؛ متعهداً بوقوف قوات أمن الحج بحزمٍ ضدّ كل ما يمسُّ الإخلال بالأمن أو النظام، ومنع جميع الأعمال المؤثرة في أمن ضيوف الرحمن وسلامتهم.

رسائل شقت طريقها إلى الواقع؛ فكان من أولويات قوات أمن الحج، منع مخالفي أنظمة وتعليمات الحج ممَّن لم يحصلوا على تصريح بالحج من دخول المشاعر المقدّسة بفرض طوقٍ أمني على مداخل مكة المكرّمة والمشاعر المقدّسة.

ليس هذا فحسب، بل إن الجهات الأمنية في مختلف مناطق المملكة تتابع ما يُنشر من إعلاناتٍ مضللة تهدف إلى الاحتيال على الراغبين في الحج من خلال مكاتب الحج غير النظامية أو مَن يدّعي الحج عن الغير، على أن يتم ضبطهم وإحالتهم إلى جهات الاختصاص لتطبيق الأنظمة بحقهم.

مهام ومسؤوليات تهدف لتسريع رصد الملاحظات الأمنية والاستجابة السريعة بالإجراءات المناسبة حيالها، واتخاذ التدابير الوقائية لمنع وقوع الجريمة، ومكافحة النشل، وأي ظواهر سلبية تؤثر في أمن حجاج بيت الله الحرام وسلامتهم.

تلك المهام قال عنها قائد عام طيران الأمن اللواء طيّار ركن عبدالعزيز بن محمد الدريجان؛ إن طيران الأمن يعمل على تسيير رحلات استطلاعية لتأكيد انسيابية الحركة المرورية لحجاج بيت الله، والتأكّد من سلامة الطرق المؤدية للمشاعر المقدّسة من المتسللين غير المصرح لهم بالحج، ومساندة القطاعات الأمنية في مهامها، ودعم الخدمات الإنسانية في أعمال الإخلاء الطبي والإنقاذ والإطفاء.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org