بالأمس، وضحت الرؤية أكثر من أي وقت مضى، وتأكد للجميع أن السياح السعوديين في تركيا ـ دون سواهم ـ مستهدفون بكل ما هو مؤذٍ وضار، بل دموي، وهو ما دعا السفارة السعودية في تركيا، إلى أن تطلق طلقات إنذارها السادس لمواطنيها الموجودين في تركيا، بتوخي الحيطة والحذر.
اعتداء مسلح وسرقة
وقالت السفارة أمس إنه "نظراً لتعرض مواطنين أثناء وجودهما في أحد الكافيهات في منطقة "شيشلي" في إسطنبول، لاعتداءٍ مسلح من قِبل مجهولين، نتج عنه إصابة أحدهما بطلق ناري، وسرقة أمتعتهما الشخصية، لذا تود السفارة من المواطنين والمواطنات الموجودين في مدينة إسطنبول، أخذ الحيطة والحذر، كما تنصح بعدم ارتياد منطقتَي تقسيم وشيشلي بعد غروب الشمس".
يأتي ذلك بعد أن رصدت السفارة، تعرُّض مواطنين ومواطنات لعمليات نشل وسرقة لجوازات سفرهم ومبالغ مالية في بعض المناطق التركية من قِبل أشخاص مجهولين، مشدّدة في بيان لها، على ضرورة المحافظة على جوازات السفر والمقتنيات الثمينة، والحذر، خصوصاً في الأماكن المزدحمة، داعية المواطنين إلى عدم التردد في التواصل معها أو القنصلية العامة بإسطنبول في حالات الطوارئ.
165 جواز سفر!
وأوضحت مصادر موثوقة أن عدد جوازات السفر السعودية التي سُرقت في ثلاثة مواقع تركية، بلغ 165 جوازاً خلال أربعة أشهر، وهي: تقسيم، ارتكوي، وبشكتاش، وجميع أصحابها وصلوا إلى تركيا من أجل السياحة هناك.
6 إنذارات تعكس الخوف
وسبق أن أطلقت السفارة السعودية في تركيا، 5 إنذارات مشابهة، على خلفية مضايقات وعمليات سرقة ونصب واعتداء متعمدة، تعرّض لها السياح السعوديون في تركيا، لعل من أبرزها، التنبيه الذي أطلقته السفارة في 17 يوليو الماضي، قالت فيه إنه "نظراً لتعرض الكثير من المواطنين لعمليات استغلال من قبل بعض الشركات المحلية، لتأجير السيارات، بمنطقة طرابزون ومركز المدينة، حيث يتم سحب مبالغ مالية من البطاقات الإئتمانية لإصلاح السيارات عند تعرضها لحوادث أو أعطال بسيطة، ومحاولة إجبارهم على دفع مبالغ إضافية".
وقبل ذلك بستة أيام، وتحديداً في 11 يوليو الماضي، طالبت السفارة السعودية المواطنين والمواطنات الموجودين في محافظة موغلا، جنوب غربي تركيا، بتوخي الحيطة والحذر، وذلك لاندلاع حرائق في غابات منطقتَي جوجيك ودالامان، وامتداد الحرائق إلى الغابات في مدينة فتحية، وتركت السفارة أرقام تلفونات للتواصل معها.
وفي الشهر ذاته، وتحديداً في الثاني منه، أطلقت السفارة تحذيراً جديداً، قالت فيه إنه "نظراً لتعرض بعض المواطنين والمواطنات القادمين إلى جمهورية تركيا، لغرض السياحة، للإيقاف من قِبل الجهات الأمنية، وذلك لعدم حملهم أصل جوازات السفر، تود السفارة التنويه بضرورة حمل أصل جواز السفر، مع الحرص على الحفاظ عليه من الفقدان أو السرقة أو التلف، حيث تطلب الجهات الأمنية التركية أصل جواز السفر، وذلك لغرض إثبات الشخصية، وعدم القبول بصورة من الجواز".
تحذير آخر، أطلقته السفارة في 2 يوليو الماضي، قالت فيه إنه "نظراً لتعرض بعض المواطنين والمواطنات لعمليات نشل وسرقة لجوازات سفرهم ومبالغ مالية في بعض المناطق في جمهورية تركيا من قِبل أشخاص مجهولين، تود السفارة التأكيد على ضرورة المحافظة على جوازات السفر والمقتنيات الثمينة، والحذر ـ خصوصاً ـ في الأماكن المزدحمة، وعدم التردد في التواصل مع السفارة في أنقرة أو القنصلية العامة في إسطنبول في حالات الطوارئ".
الإعلاميون يحذّرون
التحذيرات الستة، حظيت باهتمام عدد من الإعلاميين الذين عبّروا عن قلقهم من تزايد تحذيرات السفارة السعودية بتركيا، ودعوا المواطنين إلى التوجّه إلى دول أخرى، أكثر أمناً وجمالاً من تركيا، للسياحة والتنزه فيها، مؤكدين أن تركيا أصبحت خطراً على حياة السعوديين، لأنهم باتوا مستهدفين من الأفراد والعصابات التركية.
وقال الإعلامي سلمان الدوسري، في تعليقه على التحذير السادس من السفارة في تركيا: "لا توجد دولة تعرّض فيها السعوديون لمثل هذه الاعتداءات في فترة قصيرة جداً، كما حدث في تركيا، استهداف السعوديين نتيجة طبيعية لممارسات النظام التركي ضد بلادهم".
وقال المحلل السياسي أمجد طه؛ إن "عصابات الرئيس التركي أردوغان؛ تضمر الشر لكل عربي حر، يرفض المساس بكرامة أمته"، داعياً السعوديين إلى "وقف السفر إلى تركيا، حفاظا على أرواحهم".
قصص النصب والاحتيال
وكانت "سبق"، قد رصدت قصص عدد من السياح السعوديين، الذين تعرّضوا لعمليات نصب واحتيال من الأتراك، ولم يتمكنوا من الحصول على حقهم، لتواطؤ أفراد الشرطة مع المعتدين، الأمر الذي أدى إلى تراجع أعداد السياح السعوديين بصفة خاصة، والخليجيين بصفة عامة، إلى تركيا، وهذا عائد إلى المعاملة السيئة، والعنصرية التي يجدونها من جميع فئات الشعب التركي، منذ وصولهم إلى الأراضي التركية، وإلى أن يغادروها، نادمين على المجيء إليها أصلاً.
وتبدأ معاناة السياح السعوديين في تركيا من سائق الليموزين، مروراً بعمال الفنادق، ومكاتب تأجير السيارات، وأصحاب المحال التجارية، مروراً بالشرطة التي لا تحرك ساكناً، بخلاف أعمال البلطجة المنتشرة في كل مكان.
ومن القصص التي وقعت لسعوديين، قصة "خالد المحضار"؛ الذي يقول إن "سائقي الليموزين، يصنفون السياح إلى قسمين؛ السياح القادمون من أوروبا، ويعاملونهم الأتراك بطريقة مثالية، فيها احترام وتقدير، خوفاً من ردة فعل حكومات بلادهم، أما السياح العرب، فيعاملونهم على أنهم صيد ثمين، لابد من استغلالهم ماليا"، ويقول إنه تعرّض للنصب مرات عدة على يد سائقي الليموزين.
وكذلك المواطن "حمد البوعلي"؛ الذي وقع ضحية عمليات خداع ونصب واضحة، في واحد من أفخم الفنادق الكبرى، الذي سحب مبالغ تفوق قيمة الخدمات التي حصل عليها من بطاقة الفيزا كارد الخاصة به، وأشار إلى أن ما حدث معه، حدث مثله لثلاثة من زملائه السعوديين في تركيا.