مستشار إدارة السمعة "الهمامي": السعودية الرقمية تعزّز من أهمية العلاقات العامة الرقمية

سلط الضوء على المفهوم الحديث وتحديات العلاقات العامة الرقمية وأبرز المؤشرات
مستشار إدارة السمعة علي الهمامي
مستشار إدارة السمعة علي الهمامي

أكّد مستشار إدارة السمعة، علي الهمامي؛ أن الوسائط الرقمية والتقنية أحدثت ثورة في الطريقة التي يتواصل بها الجمهور، وحجم وطريقة استهلاك المعلومات والمحتوى، مشيراً إلى أنه مع التحول الذي نعيشه، فقد ركزت السعودية بشكل متزايد على الرقمنة، وهذا انعكس على كثير من الصناعات، ومنها صناعة العلاقات العامة، ونتج عن هذا التحول، ظهور العلاقات العامة الرقمية، التي تعد مجالاً حديثاً نسبياً.

وأصبحت الأخيرة ذات أهمية متزايدة، حيث تتطلع المنظمات باختلاف تصنيفاتها إلى مواكبة أحدث الاتجاهات في الوسائط الرقمية والتقنيات المستخدمة.

وأضاف: في ظل الطموح الذي تقوده رؤية السعودية 2030 باتت صناعة التواصل أمراً أساسياً في عملية الاستماع والبحث والتواصل والتطوير، وعكس الجهود، ونشر الوعي وتعزيزه.

تحديات متنوعة

وتابع "الهمامي" معرفاً العلاقات العامة الرقمية، بأنها: الجهود المخططة والمقصودة لإقامة فهم متبادل بين المنظمة وجمهورها الرقمي.

وقال: نظراً لحداثتها فهي تواجه تحديات متنوعة، فعلى صعيد التعريف، هناك تحدٍ في المفهوم، فالعلاقات العامة تعني عموم الجماهير، وليس كل شيء. كما أن مفهوم رقمية تعني وصفاً للجمهور الرقمي، لا الأدوات والقنوات والمنصات التي تستخدمها العلاقات العامة.

هناك أيضا تحديات تواجه ممارس العلاقات العامة، فهو تخصص جديد، وفيه منافسون جدد، ويتطلب هذا النوع من العمل، الإبداع والابتكار المستمرين.

كما تواجه هذه الصناعة تحدي المُمَكّنات والتوازن ما بين المنصات المملوكة، مثل: الموقع الإلكتروني، والمنصات غير المملوكة للمنظمة مثل: منصات التواصل الاجتماعي. ويدعم تجاوز هذه التحديات التدريب المناسب، ووجود الصلاحيات، والإلمام الكاف بقوانين الملكية الفكرية والجرائم الإلكترونية، إضافة إلى التعامل الأنسب مع المصادر المفتوحة والمعلومات الضخمة.

سوق متنامٍ

ولفت "الهمامي"؛ إلى أن حجم السوق العالمي لصناعة العلاقات العامة قد بلغ 102 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى 130 مليار دولار في عام 2025.

وأضاف: بالنظر إلى الاستخدام المتزايد في السعودية للإنترنت، فإن التركيز على العلاقات العامة الرقمية يجب أن يكون مبنياً على بناء العلاقات وتنميتها مع مختلف أنواع الجماهير من خلال منصات التواصل الاجتماعي، والتكتيكات الرقمية، وصناعة المحتوى المناسب، وبناء الروابط الخلفية المتعددة، ومقالات الرأي والمدونات، وغيرها بما يحقق في نهاية المطاف بناء حضور رقمي قوي وفاعل ومؤثر، فالعلاقات العامة الرقمية تسهم بشكلٍ رئيسٍ في الترويج للخدمات والمنتجات والمنصات، وتجويد حضور العلامة التجارية، وإيجاد الوعي بالمبادرات والبرامج، وصولاً إلى بناء الثقة وتعزيز الولاء بين المنظمة ومختلف جماهيرها.

مميزات متنوعة

ولفت أن ما يميّز العلاقات العامة الرقمية أنها تصل إلى جمهور عريض وواسع تشارك معه القصص والمعلومات وتعزّز الآراء الإيجابية وتحتوي السلبي منها وتعالجه.

ويعكس هذا الوصف -على سبيل المثال- ما حدث في مؤتمر ليب 23 الذي نُشِر فيه 20 ألف منشور خلال 4 أيام حقّقت وصولاً لـ337 مليون شخص.

وتجدر الإشارة هنا أيضاً إلى برنامج "رايس" الذي أطلقته الأكاديمية السعودية الرقمية أثناء المؤتمر الذي يستهدف تنمية قدرات 17 ألف متدرب ومتدربة وتأهيلهم لسوق العمل الرقمي بمختلف الفئات، كإحدى الصور الداعمة لتوجهات القيادة الرشيدة.

السعودية الرقمية

وتابع مستشار إدارة السمعة علي الهمامي: يأتي التأكيد على توجّه التحوّل الرقمي للمملكة بصدور قرار مجلس الوزراء، بالموافقة على تنظيم هيئة الحكومة الرقمية التي تعد المرجع الوطني في شؤون الحكومة الرقمية، وكان قد نص القرار على أن تكون الهيئة منسقة مع الجهات المختصّة للعمل على تنظيم أعمال الحكومة الرقمية والمنصّات والمواقع والخدمات الحكومية الرقمية، وجاء أيضا إسناد اختصاص إصدار القياسات والمؤشرات والأدوات والتقارير لقياس أداء الجهات الحكومية وقدراتها في مجال الحوكمة الرقمية.

وقال: تقوم هيئة الحكومة الرقمية بإصدار تقرير قياس سنوي، كان قد أشارت الهيئة فيه إلى أن المؤشر العام للجهات الحكومية قد حقق 80.96% بارتفاعٍ عن العام السابق بمقدار 11.57%. وكانت الهيئة أيضاً قد نشرت توصيات مؤشر نضج التجربة الرقمية 2022 حول أهمية التواصل الرقمي الفاعل مع المستفيدين والأخذ بمرئياتهم كمدخل مهم للتطوير والتحسين. والعمل على إطلاق حملات ومبادرات توعوية اتصالية للتعريف بالمنصات والخدمات وتعزيز استدامتها والوصول الأشمل للجمهور، مما يؤكّد أهمية العناية بالعمليات الاتصالية والأخذ بتأثيرها المتزايد.

مؤشرات الإنجازات

وأشار إلى أن السعودية تحقّق تقدماً ملحوظاً، حيث أصبحت ضمن أفضل عشر دول عالمياً كتقدم، والأولى في التقدم على مستوى دول مجموعة العشرين، وتشغل المملكة اليوم المرتبة 31 عالميا في مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية، كانت قد حققت المرتبة 43 في العام السابق، وقبل ذلك كانت قد حققت المرتبة 52 مما يعكس حجم الجهود المبذولة في التقدم السريع.

وأردف: على الصعيد الدولي، شاركت مبادرة السعودية الرقمية بجناح يضم تسع جهات حكومية في مؤتمر ومعرض غارتنر لتنقية المعلومات، الذي عُقد مدينة برشلونة في إسبانيا خلال نوفمبر الماضي؛ بهدف نقل تجربة المملكة الرائدة في التحول الرقمي، والاستفادة من أفضل الممارسات العالمية في مجال الحكومة الرقمية.

وأشاد بمنجز السعودية في عام 2022، حيث حققت المرتبة الأولى في مجال توفير الخدمات الرقمية وتطويرها في مؤشر "الإسكو" الصادر من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، وكانت قد حققت أيضاً المرتبة الثانية في تقرير التنافسية الرقمية لعام 2021 الصادر عن المركز الأوربي، إضافة إلى الترتيب الحادي عشر بين دول مجموعة العشرين في الحكومة الرقمية على مؤشر "واسيدا" اليابانية.

وصول أكبر وفرص التأثير

واختتم بالقول إن العلاقات العامة الرقمية هي إستراتيجية تستخدم لزيادة الوعي بالعلامة التجارية، من خلال استخدام طرق رقمية تُوفر فرصة للوصول إلى جمهور أوسع لا يمكن الوصول إليه بالطرق غير الرقمية؛ لتحقيق أقصى قدر من الوصول والتأثير.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org