قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة: إن كوكب المشتري سيصل الأحد، 20 يونيو الجاري، إلى "نقطة الثبات" ظاهرياً أمام نجوم الدلو، وهو ما يشير إلى بداية حركته التراجعية للخلف في قبة السماء أمام النجوم، والتي ستستمر حتى منتصف أكتوبر المقبل.
وأضاف: عادةً تتحرك الكواكب باتجاه الشرق أمام النجوم، ولكن مع استعداد الكرة الأرضية للحركة بين "كوكب خارجي" مثل المشتري والشمس (التقابل)، فإن تلك الكواكب الخارجية تقضي جزءاً من الوقت كل سنة تتحرك نحو الغرب بالنسبة للنجوم، وطبعاً هذا مجرد وهم بصري وليست حركة حقيقية.
كما تتحرك الكواكب دائماً في الاتجاه نفسه، ولا تتحرك إلى الخلف تراجعياً، ولكن الذي يحدث أن الأرض أثناء حركتها السريعة في مدارها الصغير حول الشمس تمرّ بجانب أحد تلك الكواكب الخارجية، عندها يظهر لنا من الأرض "فقط" أن الكوكب بدأ يتحرك إلى الخلف في مداره بالنسبة للنجوم لأشهر عدة.
وتابع: لتوضيح الصورة، هذا يشبه سيارة تتحرك سريعاً وتعبر بجانب أخرى تتحرك بشكل أبطأ، عندها فإن الأشخاص داخل السيارة السريعة يشاهدون السيارة البطيئة بعد تجاوزها تظهر وكأنها تتحرك نحو الخلف، وطبعاً السيارة البطيئة لا تتحرك للخلف ولم تعكس حركتها، وهذا ينطبق على المشتري أثناء فترة حركته التراجعية.
وواصل قائلاً: كوكب المشتري يرصد حالياً في السماء خلال الساعات من منتصف الليل باتجاه الأفق الشرقي، حيث يظهر للعين المجردة كنقطة ضوئية بيضاء براقة ساطعة، في حين يمكن رؤية قرص الكوكب وأقماره الأربعة الكبيرة من خلال منظار ثنائي العينية مثبت على حامل؛ لمنع اهتزاز الصورة، ويفضل استخدام تلسكوب صغير لرؤية تفاصيل الكوكب.
يذكر أن كوكبنا سيكون بين المشتري والشمس في 19 أغسطس 2021، عندها سيكون المشتري في حالة تسمى "التقابل"، وسيشرق مع غروب الشمس، وسيبقى مشاهداً طوال الليل، ويغرب مع شروق شمس اليوم التالي، لذلك تعتبر فترة التقابل مثالية خلال السنة لرؤية الكوكب.