أوصت الجمعية السعودية للطب الوراثي بإنشاء قاعدة بيانات وطنية للأمراض الوراثية والطفرات المصاحبة لتكون مرجعاً موحداً للباحثين وأصحاب التخصص في مجال الطب الوراثي.
كما أوصت الجمعية بالتعاون بين الجهات الطبية والعلمية الحكومية والخاصة للمساهمة في إنشاء هذه البيانات وتخزينها من قبل كل جهة مشاركة، وكذلك حثّ الجيل الجديد من الأطباء على التخصص في هذا المجال، حيث إنه مجال واعد ومفيد للمتخصص والمجتمع والوطن، ودفع وتشجيع الأبحاث في هذا المجال؛ حيث ما زال مجالاً رحباً ومتسعاً للمزيد من الأبحاث وله مستقبله في خدمة الطب الوراثي.
جاء ذلك في ختام ورشة "تقنية الجيل الجديد من الفحص التسلسلي للحمض النووي"، والتي عقدتها الجمعية، واستضافها مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام والتجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية بمركز الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب بالدمام مؤخراً.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الجمعية الدكتور زهير رهبيني أن هذه الورشة شهدت مشاركة 12 متحدثاً من أطباء الوراثة والمختصين في تقنية الجديد من الفحص التسلسلي للحمض النووي، بحضور 110 من أطباء الوراثة من استشاريين وأخصائيين ومتدربين، ومرشدي الطب الوراثي، وأخصائيي المختبرات الوراثية الجزئية والصبغية، وفنيي المختبرات الكيميائية والباحثين والباحثات من مراكز الأبحاث المختلفة، والعديد من الطلاب والطالبات من كليات العلوم والعلوم الطبية المساعدة والطب وغيرها.
وأضاف "رهبيني" أن الورشة أوصت بالاستفادة من هذه التقنية في توسيع دائرة الفحص المبكر لبرنامجي الفحص المبكر للمواليد أو فحص ما قبل الزواج، وإيجاد برامج وطنية طبية تدريبية تقنية ومعلوماتية في مجال هذه التقنية وغيرها من المجالات ذات الفائدة، مشيراً إلى أن الورشة شهدت عدة موضوعات استهدفت شرح هذه التقنية وطريقة قراءة التقارير المنبثقة منها، والاستفادة من هذه التقنية في مجال الفحوصات المبكرة، وتقنية المعلومات البيانية عن طريق تخزينها وتحليلها وحفظها، وكذلك الاستفادة من هذه التقنية في مجال التشخيص الطبي الوراثي للأفراد.
وناقشت الورشة كذلك وضع هذه التقنية في المملكة بصفة عامة، وبخاصة في الجامعات والمستشفيات ومراكز الأبحاث، والاستفادة منها في الفحص المبكر وفحص حاملي المرض في العائلة، بالإضافة إلى الأخلاقيات والمعايير المصاحبة لمثل هذه التقنية في الوقت الحالي والمستقبلي.
وقدم "رهبيني" شكره لأعضاء مجلس إدارة الجمعية السعودية للطب الوراثي وعلى رأسهم رئيس مجلس إدارتها الدكتور صالح بن محمد الغامدي، ورئيس اللجنة المنظمة الدكتور أحمد الفارس، ورئيس اللجنة العلمية الدكتور محمد الحامد، والدكتور حمود الخلاب رئيس وحدة التشخيص الجزيئي في قسم علم الأمراض، كما قدم شكره لمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام والتجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية ومركز الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب بالدمام على التنظيم والاستضافة والتعاون في نجاح هذا التجمع الطبي الهادف.
يذكر أن هذه الورشة تأتي امتداداً لسلسلة الورش التي تعقدها الجمعية السعودية للطب الوراثي بمناطق المملكة في إطار جهودها التي تحظى بدعم الهيئة السعودية للتخصصات الصحية؛ لتعزيز شمولية منهجها العلمي الذي ترمي من خلاله إلى إرساء المفاهيم الصحية والتوعوية، والرفع من مستوى العاملين في خدمات الطب الوراثي، ودورهم في مكافحة الأمراض الوراثية، وتنمية القدرات الطبية الناشئة، وإكساب المشاركين الجوانب الطبية والمهارات العملية للتقنيات الطبية المستخدمة في مجال الطب الوراثي حيال التقنيات الجديدة في العلم، وفتح النقاش حول آخر المستجدات في مجال الكشف والتشخيص للكثير من الأمراض الوراثية، وبالتالي تقديم الرعاية الصحية الأفضل للطفل المصاب والعائلة، واطلاع المهتمين على الأمراض الوراثية المستجدة.