قبل "السوبر التركي".. مواقف أثبتت صرامة المملكة في تطبيق منع الشعارات السياسية

"موسم الحج والمنتجات التجارية" على رأس القائمة
قبل "السوبر التركي".. مواقف أثبتت صرامة المملكة في تطبيق منع الشعارات السياسية
تم النشر في

موقف صارم اتخذته إدارة "موسم الرياض"، يعبّر عن التزام المملكة بإقرار النظام ومنع خلط السياسة بالرياضة، حينما تم الإعلان عن إلغاء إقامة مباراة نهائي السوبر التركي لكرة القدم والتي كانت مقررة بين فريقي غلطة سراي وفناربخشه، بسبب الشعارات السياسية التي حاول الفريقان إدخالها إلى أجواء المباراة.

ورفضت السعودية طلب الناديين التركيين بارتداء قمصان تحمل صورة مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، خلال فترة الإحماء قبل المباراة؛ لما في ذلك من خلط بين السياسة والرياضة، وهو ما يخالف لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والاتحادات الرياضية القارية والمحلية.

عدم الالتزام بالاتفاق

وقال "موسم الرياض" في بيانه إنه "إشارة إلى مباراة السوبر التركي لكرة القدم بين فريقي غلطة سراي وفناربخشه التي كان من المقرر إقامتها على ملعب الأول بارك في العاصمة الرياض، نود أن نؤكد في البداية على اعتزازنا بالعلاقة الوثيقة مع الجمهورية التركية الشقيقة في مختلف المجالات ومن بينها المجال الرياضي".

وأضاف؛ "كنا نتطلع لإقامة المباراة في موعدها وفقاً للوائح والأنظمة الدولية لكرة القدم التي تقتضي تقديم الرياضة من دون أي شعارات خارج نطاقها، خصوصاً أنه تمت مناقشة ذلك مع الاتحاد التركي في إطار الاجتماعات التحضيرية للمباراة، حيث تم التأكيد على ضرورة التقيد بما تقتضيه التنظيمات الخاصة بهذه المباراة وفقاً للوائح والأنظمة الدولية".

وتابع بيان "موسم الرياض": "تم الاتفاق على عزف النشيد الوطني التركي وإبراز العلم التركي داخل الملعب وفي المدرجات تقديراً للمكانة التي نحملها للجمهورية التركية، وعلى رغم ذلك التوافق إلا أنه كان مؤسفاً عدم التزام الفريقين بما تم الاتفاق عليه، وهو ما أدى إلى عدم إقامة المباراة".

تمثال قائد فيلق القدس

وعلى الجانب الآخر، لم تكن مباراة نهائي السوبر التركي هي الموقف الوحيد الذي تعاملت فيه المملكة بحزم لمنع استعمال الشعارات السياسية في غير محلّها، فقبل أشهر قليلة، أُلغيت مباراة في كرة القدم بين ناديَي سباهان أصفهان الإيراني والاتحاد السعودي في دوري أبطال آسيا، بعدما غادر لاعبو الفريق السعودي الملعب اعتراضاً على رفع شعارات سياسية، وتحديداً نتيجة وجود تمثال عند مدخل الملعب للقائد السابق لـ"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، والذي قُتل في غارة أمريكية قرب مطار بغداد عام2020.

وحينها سمح مراقب المباراة للاعبي فريق الاتحاد بمغادرة الملعب، نتيجة عدم امتثال الإيرانيين للطلب بـ"تغيير الوضع" في الملعب.

وقال نادي الاتحاد السعودي في بيان، عن الواقعة، إنه بعد وصوله إلى الملعب، تم إبلاغه من قبل مراقب الاتحاد الآسيوي بأن المباراة لن تقام وفق الموعد المحدد، وبإمكان الفريق المغادرة، ولذلك غادرت بعثة النادي الملعب متجهة إلى المطار.

المنتجات التجارية

ولم يقتصر الأمر فيما يخص الالتزام بمنع الشعارات السياسية في غير مناسبتها على الرياضة، وإنما ظهر الالتزام بالمبدأ في مجالات أخرى.

ففي العام الماضي، أكدت وزارة التجارة منعها "الأفراد والمنشآت التجارية" من استخدام علم المملكة المتضمن لفظ الجلالة وكلمة التوحيد وشعار الدولة "السيفين والنخلة" وصور القيادة والمسؤولين وأسمائهم في التعاملات التجارية من "مطبوعات، وسلع ومنتجات، ونشرات إعلامية، وإهداءات خاصة وغيرها".

وكشفت الوزارة، في بيان عن قيامها بتنفيذ جولات رقابية على الأسواق في جميع مناطق المملكة لضبط هذه المخالفات في جميع الأوقات بما فيها فترة احتفالية اليوم الوطني، كما تراقب الوزارة المتاجر الإلكترونية، وسيتم اتخاذ الإجراءات النظامية بحق من يخالف ذلك.

الفوضى في الحج

وخلال مواسم الحج، دائماً ما تؤكّد المملكة على الالتزام بمنع أي شعارات سياسية أثناء أداء مناسك الفريضة، ففي وقت سابق، حذر المفتي العام، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من استغلال مناسك الحج في "إحداث الفوضى أو إيذاء الحجاج، أو رفع الشعارات السياسية والمذهبية"، مشدداً على أهمية تجنب الوقوع فيما يفسد الحج، من اللغو والرفث والمعاصي والمنكرات من الأقوال والأفعال، والالتزام بالضوابط والإجراءات التي وضعتها لتنظيم الحج.

وهو نفس المعنى الذي ذهب إليه الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، حينما أكّد أن المملكة ترحب بأي حاج من أي مكان في العالم، وأنها تهيئ كل السبل لراحتهم منذ مغادرتهم بلادهم، وحتى مغادرتهم السعودية، ولا تنظر لأي جنسية، بل تعاملهم كحجاج يحظون بالرعاية والاهتمام، ولكنها لا تسمح بتحويل هذه الشعيرة الإسلامية العظيمة لأي توجهات أو شعارات سياسية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org