"الأرصاد" لـ"سبق": السعودية تخطو خطى ثابتة وواعدة في برنامج الاستمطار الصناعي

تقنيات حديثة تطبق في المملكة.. ولأول مرة أجهزة بذر أرضي دون استخدام الطائرات

أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد والمشرف العام على أعمال برنامج استمطار السحب الدكتور أيمن بن سالم غلام، أن المملكة العربية السعودية تخطو خطى ثابتة وواعدة في برنامج الاستمطار الصناعي.

وكشف لـ"سبق" في هذا الصدد عن تقنيات حديثة تطبق لأول مرة في المملكة لاستمطار السحب، حيث تستخدم فيها المولدات الأرضية للبذر الأرضي ولا تستخدم فيها الطائرات.

وتفصيلاً أوضح الدكتور غلام أن التقنيات التي يستخدمها المركز الوطني للأرصاد، تقنيات دولية ومنها استخدام تقنيات الاستمطار بوساطة الطائرات.

واستدرك: "لكن السعودية من خلال خبراتها السابقة ترغب في أن يكون لها طرقها الخاصة التي تتواءم مع طقسها وتضاريسها".

وأضاف لـ"سبق": "هناك دراسات بحثية لنشر مولدات أرضية على المناطق الجبلية للاستفادة من صعود الرياح على هذه الجبال مع مواد البذر من خلال مولدات أرضية تُسهم أيضًا في زيادة كثافة المحتوى المائي داخل السحب وزيادة نسب هطول الأمطار، وهذه التقنيات تستخدم فيها المولدات الأرضية ولا تستخدم فيها الطائرات".

وفي سياق متصل، كشف أيمن البار المدير الإقليمي لبرنامج الاستمطار الصناعي خلال الجلسة الثالثة في الورشة الوطنية لتحديث آلية "التعاون والإبلاغ" في التعامل مع الظواهر الجوية، التي اختتمت أعمالها الثلاثاء الماضي في الرياض، عن هذه التقنية الأرضية الحديثة في الاستمطار قائلاً: "لدينا توجه على محطات البذر الأرضي، حيث سيتم تركيب المولدات خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، سيكون لدينا ولأول مرة في المملكة أجهزة بذر أرضي دون استخدام الطائرات".

وأردف: "نستغل الطبوغرافية الموجودة لدينا في المناطق الجنوبية، ويتم توزيع أجهزة البذر الأرضي على قمم الجبال وبالتالي نستطيع الوصول إلى السحاب عن طريق الطبوغرافية نفسها ويتم إطلاق مواد البذر من خلال مركز العمليات في الجبال".

يُذكر أن مبادرة الاستمطار هي إحدى المبادرات الإقليمية التي أعلن عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قمة الشرق الأوسط الأخضر بالعلا والمملكة، ويستهدف زيادة معدل الهطول المطري بنسبة تصل إلى 20 % عن المعدل الحالي الذي لا يتجاوز 100 ملم سنويًا.

وحققت الأعمال التشغيلية لبرنامج الاستمطار في مراحله الثلاث نجاحًا بنسبة تجاوزت 97 بالمئة، وأشارت نتائج الدراسات الأولية للهاطل المطري عن مراحل الاستمطار الثلاث، إلى كميات هطول بلغت (3.5 مليارات) متر مكعب من المياه على المناطق المستهدفة، طبقًا لأجهزة قياس كميات الأمطار في مناطق العمليات.

وتعمل تقنية استمطار السحب على زيادة كمية ونوعية الأمطار لأنواع معينة من السحب؛ من أجل استغلال خصائصها وتحفيز وتسريع عملية هطول الأمطار على مناطق محددة مسبقًا، وتتم من خلال طائرات مخصصة لبذر مواد دقيقة ليس لها ضرر على البيئة في أماكن محددة من السحب.

ويهدف البرنامج إلى زيادة مستويات هطول الأمطار لإيجاد مصادر جديدة للمياه، وزيادة وتكثيف الغطاء النباتي؛ لمواجهة التصحر من خلال كوادر وطنية على أعلى جاهزية، ويُسهم في تخفيف ظواهر الجفاف، وتهيئة الموارد الطبيعية للتكيف، وتعزيز الأداء البيئي لزيادة هطول الأمطار وتحقيق الاستدامة البيئية، إضافة إلى بناء القدرات البشرية لتأمين مصادر مائية جديدة وزيادة مقدرات المملكة الطبيعية، وزيادة المساحات الخضراء وفق رؤية المملكة 2030.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org