الطموح السعودي لن يقف عند النفط.. المملكة رائدة الطاقة القديمة والجديدة

ولي العهد محمد بن سلمان
ولي العهد محمد بن سلمان

مخطئ من يظن أن قطاع الطاقة السعودي له آفاق محدودة أعلاها النفط، فمنذ إطلاق رؤية المملكة 2030، برعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وظهر واقع جديد يصبو لأن تكون المملكة مُنتجًا عالميًا رائدًا للطاقة الجديدة.

تستند المملكة في رؤيتها لقطاع الطاقة المتجددة إلى موقع السعودية الجغرافي المتميز، والذي يجعل الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة أمرًا مجديًا اقتصاديًا وداعمًا لجهودها في مجال تنويع مصادر الطاقة.

مبدأ بسيط اتبعته المملكة هو أن المتحكم في سوق الطاقة القديمة قادر على قيادة قطاع الطاقة الجديدة، فاتخذت السعودية خطوات متقدمة وسريعة كي تبلغ مبتغاها الذي ينفع المواطنين في الحاضر والمستقبل.

في الوقت الذي قادت فيه المملكة تجمع أوبك + لإعادة ضبط سوق النفط في فبراير الماضي، كانت المملكة ماضية في طريقها لتنفيذ خطتها الطموحة للطاقة المجددة وعلى رأسها إنتاج الهيدروجين الأخضر الصديق للبيئة.

الهيدروجين الأخضر

تخطط المملكة العربية السعودية لأن تكون أكبر مصدر للهيدروجين في العالم، والذي ينبعث من بخار الماء عند الاحتراق، مما يجعله أقل تلويثًا من النفط والغاز الطبيعي والفحم، وقد تصل قيمة السوق إلى 700 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2050 إذا تمكنت الشركات المصنعة خفض التكاليف.

يقول بيتر تيريوم، رئيس الطاقة والمياه في المنطقة الجديدة: إن المملكة في طريقها لبيع الهيدروجين الخالي من الكربون من مشروع بقيمة 5 مليارات دولار في نيوم بحلول عام 2026ن في تصريحات لـ"بلومبرج".

وأوضح "تيريوم" من المحتمل أن يكون هناك طلب من شركات من آسيا إلى الولايات المتحدة على الصادرات، وهناك منافسة محتملة بين أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية وبعض أجزاء من الولايات المتحدة". سيتم بيع الشحنات "لمن يقدمون أعلى سعر".

وأبرز صحيفة "فاينينشيال تايمز"، جهود المملكة الحثيثة لإنتاج الهيدروجين الأحضر، إذ تقول إن خطة المصنع الذي يقام على الشواطئ الشمالية الغربية للمملكة، يمكنها مستقبلا من أن تصبح أكبر منتج لمصدر الطاقة النظيفة.

وأضافت إذا حقق المصنع الجديد هدف الإنتاج اليومي البالغ 650 طنًا من الهيدروجين الأخضر الصديق للبيئة، فسوف يصبح الأكبر في العالم، لافتة إلى أن التقديرات تشير إلى ان الإنتاج سيدبأ في 2026.

وأوضحت الصحيفة أن الخطة السعودية لإنتاج الهيدروجين هي جزء من محاولتها لتنويع مصادر الدخل في اقتصادها.

تعاون دولي وشراكات

وقال موقع "كاربون كابتشر" الأمريكي المتخصص في الطاقة المتجدد والتغير المناخي: إن المملكة والولايات المتحدة وضعتا البلدان اللمسات الأخيرة على إطار الشراكة لتعزيز الطاقة النظيفة، مع استثمارات كبيرة في التحول إلى الطاقة النظيفة ومعالجة تغير المناخ.

وأوضح أن الشراكة تركز بشكل خاص على الطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف، وبناء القدرات البشرية في مجال الطاقة النووية، والتعاون في الجوانب التنظيمية النووية، واحتجاز الكربون واستخدامه وعزله، وتطوير مواد مستدامة، ومبادرات أخرى، مؤكدا أن تلك الخطوات تضع المملكة على الطريق لتكون رائدة عالميًا في ذلك القطاع.

وخلال الجولة الأوروبية الأخيرة لولي العهد، قالت السعودية وفرنسا في بيان مشترك، إنهما اتفقتا على تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة بما في ذلك الطاقة الشمسية والهيدروجين النظيف.

أما في اليونان أكد الجانبان أهمية التعاون الاستراتيجي بينهما في عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في مجال الطاقة، ومن ضمنها توليد الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة وإنشاء خط الربط الكهربائي، وتصدير الكهرباء المُنتجة باستخدام الطاقة المتجددة إلى اليونان، وإلى أوروبا عبر الجمهورية الهيلينيةـ بالإضافة إلى التعاون بين البلدين في مجال الهيدروجين النظيف، بما في ذلك الهيدروجين منخفض الكربون، والهيدروجين الأخضر، ونقله إلى أوروبا.

وأشارا في هذا الإطار إلى أهمية مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين البلدين في مجال الطاقة، وإلى تشكيل الفريق الفني المشترك في مجال الربط الكهربائي وتصدير الكهرباء لليونان، وتصدير الكهرباء والهيدروجين لأوروبا عن طريق اليونان، وذلك لعمل الدراسات اللازمة والبدء بالتنفيذ حسب ما تنتهي إليه الدراسات في أقرب وقت ممكن.

مشروعات لا تتوقف

في 2018 كشفت، شركة تقنية للطاقة بالسعودية، الانتهاء من تنفيذ أعمال المحطة الشمسية، ضمن المرحلة الأولى من مشروع «ليلى»، على مساحة 720 ألف متر مربع، وقدرة إنتاجية تبلغ 10 ميغاواط.

وجرى إنشاء المحطة لكي تكون أول محطة إنتاج طاقة مستقلة تعمل بالطاقة الشمسية، وترتبط مباشرة بالشبكة الكهربائية، ما يعني قدرة المشروع على تغطية 10 في المائة من احتياج محافظة الأفلاج (300 كيلومتر جنوب مدينة الرياض).

وفي مارس الماضي، أرست وزارة الطاقة مشروعي الرَّس وسِعد للطاقة الشمسية الكهروضوئية، اللذين تبلغ طاقتهما الإجمالية 1000 ميجاواط؛ إذ وقّعت الشركة السعودية لشراء الطاقة "المشتري الرئيس"، في نفس المناسبة، اتفاقيتي شراء الطاقة مع التحالفين الفائزين بالمشروعين، الأولى لمشروع الرَّس للطاقة الشمسية الكهروضوئية في منطقة القصيم، مع شركة الرَّس للطاقة الشمسية؛ المملوكة لتحالف شركة أعمال المياه والطاقة الدولية (أكوا باور) وشركة أس بي آي سي (SPIC)، وشركة المياه والكهرباء القابضة (WEHC).

وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمشروع 700 ميجاواط، بينما يبلغ حجم الاستثمار فيه ما يقارب 1,7 مليار ريال، وتكلفة شراء الكهرباء 5.62 هللات/ كيلوواط ساعة.

أما الاتفاقية الثانية فلمشروع سِعد للطاقة الشمسية الكهروضوئية، الذي يقع في سِعد التابع لمحافظة رماح في منطقة الرياض، مع شركة الغزالة للطاقة؛ المملوكة لتحالف كلٍّ من شركة جينكو باور (هونج كونج) المحدودة، وشركة جينكو باور ميدل إيست القابضة، وجينكو باور ظفرة القابضة، حيث يبلغ حجم الاستثمار في المشروع ما يقارب 800 مليون ريال، وتبلغ طاقته الإنتاجية 300 ميجاواط، وتكلفة شراء الكهرباء 5.56 هللات/ كيلوواط ساعة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org