تكشف نصيحة السفير الأمريكي لدى السعودية جون أبي زيد، لمواطنيه قبل يومين بالبقاء في المملكة، وعدم العودة إلى الولايات المتحدة، عن معدل الأمان الكبير، الذي تتمتع به المملكة حاليًا في مواجهة فيروس كورونا المستجد؛ نتيجة لتطبيقها إجراءات احترازية شاملة، وامتلاكها لنظام صحي فعّال في مكافحة غوائل الوباء، وحرصًا من القيادة السعودية على توفير هذا المعدل اللافت للأمان من الإصابة بالفيروس لكل المواطنين، فقد صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اليوم (الأحد) بالعمل على توفير الإجراءات، التي تكفل إعادة المواطنين السعوديين في الخارج الراغبين في العودة إلى أرض الوطن.
وعلى الرغم من أن مظلة رعاية المملكة لأبنائها تمتد إلى كل البقاع، التي يوجدون فيها في شتى أنحاء العالم، فإن إتاحة خيار العودة إلى الوطن لما رغب منهم، يضاعف من عوامل السلامة، التي يمكن أن يحظى بها الفرد منهم، بفضل الإجراءات الاحترازية ذات الفاعلية المطبقة في كل ربوع المملكة، التي نجحت في السيطرة على انتشار الفيروس، وحققت نتائج ملموسة حازت إشادة منظمة الصحة العالمية، فبعد 34 يومًا من ظهور فيروس كورونا في السعودية في الثاني من مارس الماضي، بلغ عدد المصابين بالعدوى 2.385، وعدد الوفيات 34 حالة، في حين وصل عدد المتعافين من الوباء 488 شخصًا، وبالمقارنة فإن عدد المصابين في السعودية طيلة هذه المدة أقل من عدد الإصابات، الذي سجلته إيران خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة وبلغ 2.483 إصابة جديدة.
كما أن عدد مصابي "كورونا" في السعودية خلال 34 يومًا، يقل كثيرًا عن عدد المصابين، الذي سجلته إيطاليا أمس فقط وبلغ 3.994 مصابًا جديدًا، ويقل بمقدار 16 ضعفًا على الأقل عن عدد الإصابات، الذي سجلته الولايات المتحدة الأمريكية أمس فحسب وبلغ 37.926، فهذه البيانات تظهر قوة النتائج، التي حققتها السعودية إلى الآن في معركتها ضد الفيروس الفتاك، وما ينعكس عن هذه النتائج في حالة الأمان الملحوظ، التي تسود الأراضي السعودية، والتي ترى القيادة السعودية أنها أفضل حصن للمحافظة على صحة وسلامة جميع مواطنيها، لذلك ذللت للموجودين منهم في الخارج سبل العودة، عبر نظام إلكتروني يكفل تطبيق الإجراءات بسهولة وفاعلية ويسر.
وفي موازاة اتخاذ المملكة الإجراءات المطلوبة لعودة مواطنيها من الخارج، فإنها اتخذت جميع الاستعدادات اللازمة لاستقبالهم فور عودتهم، فرعاية السعودية لأبنائها كل لا يتجزأ، وهي تشملهم في الداخل والخارج، وعند عودة الراغبين منهم فسيقيمون في العزل الصحي لمدة 14 يومًا، في أبنية معدة ومجهزة لهم إذ جرى تجهيز نحو 11 ألف غرفة للإيواء السياحي في مختلف مناطق المملكة، بما يضمن التأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا، وللمملكة خبرتها في تجربة استقبال مواطنيها من الخارج، وتوفير الرعاية الكاملة لهم، فقد سبق أن أعادت مواطنيها الذين كانوا في الصين في بداية تفشي الوباء في ذلك البلد، ووضعتهم في الحجر الصحي، ووفرت لهم كل رعاية خلال فترة وجودهم حتى عادوا إلى أسرهم.