لم يدر بذهن "وائل بن عبدالله المالكي" أن تلك الرحلة التي قام بها مع ابن أخته الشاب "سعود بن عبدالرحمن المالكي" إلى جبل بثرة (إبراهيم) في مركز بني مالك بمحافظة ميسان، ستنتهي به إلى غرفة العمليات في مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف.
وفي التفاصيل، قرر "وائل" مع "سعود" التنزه على ذلك الجبل الشامخ الذي تتخلل غاباته جداول المياه وتنحدر من هضابه الشلالات الجميلة مضفيًا صوت خريرها جوًا ساحرًا يزيد من روعة المكان وجماله، وبينما كان "وائل" يعبر أحد الجداول زلقت قدمه وسقط من علو شاهق يزيد على العشرين مترًا، حينها التفت "سعود" فجأة ولا يرى خاله فينظر من علو الجبل فيراه مستلقيًا في غديرٍ أسفل الجبل، فما كان منه إلا أن يقفز من بين الصخور والأحراش التي أثرت في جسده مسببةً له بعض الجراح التي لم يشعر بها كونه في همٍ آخر.
وعندما وصل إلى خاله وجده غريقًا والدماء تسيل منه، فبادر بقلبه على بطنه لإخراج الماء منه، ثم بدأ بإنعاش قلبه وعمل التنفس الصناعي له حتى أفاق، وكان ذلك من لطف الله بـ "وائل" .
وبادر جميع من شهدَ ذلك الموقف بالاتصال على الدفاع المدني في المركز والذي حضر، وبمساعدة شباب القرية تم نقل "وائل" إلى مستشفى القريع بني مالك، وبدوره نقله بالإسعاف إلى مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف، حيث تبين وجود عدة كسور في الجبهة والجفن الأيسر والأنف ، وكسر في ساعد اليد اليمنى ، ورضوض متفرقة في جسمه ، وعليه تم إجراء عمليات جراحية لترميم الكسور في منطقة الرأس وبقية الكسور، وبقي في الإنعاش ثم أخرج منها وبحمد الله وهو يتماثل للشفاء.
وتواصلت "سبق" مع الشاب المُنقذ لخاله "سعود" من قرية مهور ببني مالك، وقال : الحمد لله الذي أنقذ خالي من موتٍ محقق ، وإني لم أشعر بكل الجراح التي أصابتني وأنا أنزل مسرعًا من بين الصخور وأفرع الأشجار لألحق بخالي.
وعن تعلمه مبادئ الإسعاف الأولي التي لولا عناية الله ومعرفته بها لكان "وائل" الآن في عالم آخر؟ ، أجاب: تعلمتها من خلال الأنشطة اللاصفية في مدرستي بمجمع عكرمة التعليمي بالطائف، حيث وفرت لنا دورة في الإسعافات الأولية وكنت متوفقًا فيها بحمد الله، وأنتهزها فرصة لأشكر رائد النشاط فهد رجا السواط ، فقد كان نعم العون لنا ويشجعنا دومًا للالتحاق بمثل هذه الدورات، كما أشكر قائد مدرستنا، حميد الخالدي، والوكيل، ماجد العصيمي، فقد كانا نعم العون لنا ويحفزانا للمشاركة في الأنشطة مع الجد والاجتهاد في دروسنا، فلهما مني كل الشكر، ولكل الهيئة التعليمية في المدرسة.
من جانب آخر تمنى المواطن "عبدالله بن سعيد المالكي" أحد أقارب الشاب المنقذ أن يتم تكريمه وإبراز دوره البطولي والإنساني في إنقاذ خاله ليكون قدوةً لغيره من الشباب في تعلم ما يفيد مجتمعهم، مؤكدًا أن للمسؤولين لدينا دومًا مواقف مشرفة حيال مثل هذه المبادرات.