(تصوير: ماجد عبدالله المنيع): اختتمت بعثة سفراء حوار الإنسانية، رحلتها إلى العاصمة الأسكتلندية أدنبره، التي استمرت 21 يوماً، مشتملةً على حزمة من البرامج التأهيلية والتطويرية، بدءاً بدورة اللغة الإنجليزية في جامعة أدنبره التي استمرت لمدة ثلاثة أسابيع للسفراء والسفيرات، إضافة إلى 42 فعالية وبرنامجاً تنوعت بين النشاطات الحركية، والتثقيفية، والاستكشافية، واللقاءات الإثرائية، في المشروع الوطني الذي يأتي بالشراكة بين مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ومؤسسة الوليد للإنسانية.
وجاء على رأس الفعاليات اليوم الثقافي السعودي في جامعة أدنبره، حيث تم عرض التراث السعودي من أزياء ومأكولات وأطعمة، وتقديم القهوة العربية والفلكلور الشعبي والعرضة السعودية وركن الخط وغيرها، كما نفّذت البعثة عدداً من البرامج الحوارية مع الطلاب الأسكتلنديين، حيث يستفيد من المشروع ١٠٠ سفير وسفيرة بمشاركة أبناء شهداء الواجب وذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى أيتام وزارة العمل والتنمية وبرنامج الحوارات الطلابية "حاور".
ويهدف مشروع سفراء حوار الإنسانية إلى ترسيخ القيم الإنسانية المشتركة بين الشعوب، وتعزيز مبادئ الوسطية والتعايش وتبادل الخبرات بين الثقافات والحضارات، وتنفذه مؤسسة الوليد للإنسانية ومركز الحوار الوطني، ممثلاً في أكاديمية الحوار الوطني للتدريب، وبالشراكة مع وزارة التعليم ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية.
واشتملت الفعاليات اليومية التي بلغ عددها أكثر من 21 فعالية على: جولة سياحية بالباص الأحمر القديم، وعرض أدنبره الملكي، والبحث عن الكنز في المتحف الوطني الأسكتلندي، ولقاء مع مدرسة ليبرتون الثانوية المحلية، وزيارة مركز مدينة جلاسكو العلمي (100 كيلو عن العاصمة)، وصلاة الجمعة في جامع الملك فهد بأدنبره، ومحاضرة للبروفيسور هيو جودارد عن التعايش بين الحضارات والثقافات.
بدورهم قام السفراء بالتطوع في مشروع غرس الأشجار بين زراعة الأشجار وتجهيز الأخشاب والنحت على الخشب وبناء حوض للزراعة وبناء مخزن للسماد، إضافة إلى المشاركة في دوري كرة القدم لكأس الفرق الخماسية، كما تم إجراء حوار بين طلاب محليين وسعوديين في جامعة أدنبره، إضافة إلى زيارة الـ"هاي لاند"، واكتشاف مركز مدينة أدنبره القديم (رويال مايل).
وكان من ضمن الفعاليات محاضرة لمدير عام أكاديمية الحوار الوطني للتدريب إسماعيل بن منسي العمري، أكد فيها أن المشروع مثال قوي للشراكة بين القطاعات المختلفة بالتعاون مع القطاع الخاص، ممثلاً في مؤسسة الوليد للإنسانية، مقدماً عرضاً لما تقدّمه الأكاديمية من برامج تدريبية واستشارات ومشاريع نوعية كان أحدها مشروع سفراء حوار الإنسانية.
وأضاف "العمري" أن مشروع سفراء حوار الإنسانية لم يكن لينجح لولا توفيق الله ثم الشراكات التي تمّت في المشروع، فالأكاديمية لم تكن قادرة عليه بمفردها، وكذلك وزارة التعليم أو مؤسسة الوليد الإنسانية ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ولكن حينما تلتقي الهمم العالية والنفوس الزاكية تتم المشاريع النامية.
واختتم السفراء والسفيرات برامجهم الأسبوعية بالتسوق في مركز ليفنغستون، وزيارة قلعة تالتون التي يتجاوز عمرها 500 عام وشاطئ غولن، إضافة إلى زيارة البرلمان الأسكتلندي والتعرف عليه عن قرب، ومن ثم زيارة حديقة الحيوانات، ليكون حفل التخرج الختامي في اليوم الأخير من الزيارة.
وعلى هامش البرنامج اليومي استفاد السفراء والسفيرات عدداً من المهارات الحياتية والعملية لهم عبر 21 برنامجاً تدريبياً وإثرائياً خلال الفترة المسائية، حيث قُدّمت دورتا التفكير الإبداعي ورحلة أدنبره.. خطوة نحو النجاح، بثلاث تكرارات للسفراء والسفيرات.
واشتملت البرامج التدريبية على دورة مهارات إدارة الوقت للسفيرات، والاستعداد لاختبارات قياس والقراءة السريعة، وفنون الإتيكيت للسفيرات، والجودة الشخصية، والعرض والإلقاء، وإدارة الوقت، ووقفات قيمية للسفيرات، وعادات العقل وفنون التفكير للسفراء والسفيرات، والحياة الجامعية من القبول إلى التخرج، وشجرة العطاء.
جدير بالذكر أن مشروع سفراء حوار الإنسانية يأتي في نسخته الثانية، ويتكون من مرحلتين في كل عام، الأولى تمثلت في تأهيل أكثر 200 معلم ومعلمة و800 طالب وطالبة على ثلاث برامج تدريبية هي مهارات الحوار والاتصال، والحوار الحضاري، والحوار التربوي، على مدار عام كامل، ويتم تطبيق عدد من المهارات والأنشطة للطلاب داخل المدارس، ومن ثم في المرحلة الثانية يتم اختيار المتميزين الذين بلغ عددهم 100 إلى المرحلة الثانية، والمتمثلة في البرنامج الخارجي في أسكتلندا.