سؤال يدور في خاطري.. ولكم أن تشاركوني الحيرة أو الأجوبة، وفي إمكانكم أن تضيفوا العديد والعديد من الأسئلة: هل منظومتنا الرياضية تقتصر على ديربي الهلال والنصر أو النصر والهلال ــ حتى لا نُغضب البعض ـــ؟ وهل تختفي الرياضات الأخرى أمام كرة القدم فقط "وللكبار فقط"..؟
أسئلة راودتني، وجالت بخاطري وأنا أشاهد الكم الهائل من الجماهير تتدفق إلى الملعب قبل المباراة بساعات، والصخب الإعلامي المصاحب للمباراة، بل إن المباراة في الخارج والتصاريح كانت قبل أيام من انطلاق الديربي أقوى وأعم وأشمل. !.
جاءني أحد الزملاء، وهو متخصص في الرياضة، بإحصائية حضور مباريات منتخباتنا السنية، ومع الأسف لا تعد على الأصابع، حتى أن اتحاد الكرة لم يكلف نفسه بحضور مباريات المنتخب الأولمبي أو الشباب والناشئين..!
هنا السؤال الأكبر: "لماذا"؟.. أوليس هؤلاء قاعدة يجب أن نعتني بهم وندعمهم؟.. ألم يكن لنا خطط واستراتيجيات لتكون رياضتنا شاملة ومتطورة على الأصعدة كافة؟.. أم أنها حبر على ورق؟.. وأين ذهبت تلك التصريحات والاستراتيجيات..؟
ما حصل في الديربي كنت أتمنى أن يكون على مستوى المنتخبات، وعلى مستوى بقية الأندية، وأن لا تنحصر رياضتنا في هذين الفريقين..!
ندرك وتدركون معي ما لقيمة الرياضة في حضارات الشعوب، وكيف أنها تشارك في ثقافة الأمم والمجتمعات، ولها مردودات مالية عالية، واستثمارات تفوق المليارات في العديد من الدول، فأين موقعنا من ذلك؟.. وكيف هو حالنا بعد أن اختزلنا رياضتنا في مباراة واحدة، هي "ديربي العاصمة"..!
أتذكر كيف كانت مشاركتنا في كأس العالم التي أُقيمت في روسيا..
وأتذكر حينما كتبتُ وتحدثتُ عن معاناة الكرة السعودية بعد إقرار الأجانب الثمانية، وانعكاساته على الكرة السعودية، كيف ستنتج وتفرخ لاعبين وهؤلاء يحاصرونك في كل جهة ومنصب وموقع، من حراسة المرمى إلى آخر نقطة في مركز رأس الحربة؟..
كيف سيكون لديك لاعبون مهرة في ظل وجودهم بدلاء أو خارج التشكيلة؟
المنظومة الرياضية تحتاج إلى إعادة نظر، وإلى وضع خطط استراتيجية واقعية، وليست مجرد فقاعات صابون وأحلام وردية وتصاريح إعلامية؛ فبالرياضة نرتقي بمجتمعنا وننهض، وبالرياضة نجلب عشرات الملايين من الاستثمارات، ونخلق الآلاف من الوظائف، ونكون مجتمعًا واعيًا مثقفًا صحيًّا ومنتجًا.. "ارتقوا بالرياضة ترتقِ الأنفس".