أكد طبيب الباطنة في مستشفى الحرس الوطني بالرياض، الدكتور عبدالله الذيابي، لـ"سبق" أن الغذاء الصحي يساهم في بناء الجسم بالشكل الصحيح، مشيراً بأن الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسب عالية من السعرات الحرارية تكون قيمتها الغذائية منخفضة، وتعد خطراً مهدداً وعاملاً مساعداً للإصابة بالعديد من الالتهابات والأورام.
وتابع أن سبب تمتع آبائنا وأجدادنا بصحة أفضل من الجيل الحالي، يعود ذلك إلى نوع الغذاء حيث يعتمد الأجداد وخاصة في مراحل نشأتهم الأولى على تناول الأطعمة الطازجة والصحية والتي تنتج وتعد محلياً، وهي بالتأكيد خالية من المواد الحافظة والكيميائية والألوان والنكهات الصناعية، حيث يساهم الغذاء الصحي في بناء الجسم بالشكل الصحيح المعزز للصحة لتؤدي الأعضاء وظائفها دون خلل أو قصور، بينما يسبب الغذاء غير الصحي ضعف في بنية الجسم مسبباً حدوث قصور وخلل في وظائف الأعضاء الحيوية قد يتفاقم مع مرور الوقت ويؤثر على الصحة، ويسبب تهديد المباشر للحياة.
وأضاف: يختلف التأثير السلبي للأطعمة غير الصحية حسب نسبة ما تحتويه من مواد ضارة كالمواد الحافظة والكيميائية والصناعية كالألوان والمحليات والمحسنات والمنكهات والملمعات والبروتينات والدهون المهدرجة والزيوت، فكلما ارتفعت النسبة زاد خطر الإصابة بعدة أمراض كالسكري والسمنة وهو ما يؤثر مباشرة على الحياة كالسرطانات بأنواعها.
وأوضح "الذيابي" أن المواد الصناعية والكيميائية توجد في معظم الأطعمة والمشروبات التي نتناولها في وقتنا الحاضر إن لم تكن جميعها، والعديد منها يستخدم ضمن نسب محددة آمنة لكل وحدة غذائية مصنعة، ويقوم على مراقبة الأنواع المستخدمة وتحديد نسبها هيئات ومنظمات وجمعيات علمية وصحية متخصصة، ففي عام 2018 منعت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية استخدام بعض المواد لارتباطها بإصابة الحيوانات المخبرية بالسرطان، وهنا تكمن أهمية إجراء المزيد من الأبحاث العلمية للتأكد من سلامة تلك المواد على المدى القريب والبعيد.
وأشار: تتنوع المواد الصناعية والكيميائية وتختلف في وظائفها وفوائد استخدامها، على سبيل المثال، تعمل على حفظ الأطعمة من التلف، وزيادة فترة صلاحيتها، والسهولة في التحضير، وتنوع الأطعمة وأسعارها مخفضة، كما تستخدم هذه المواد بكمية ونسب قليلة في الأطعمة فالاستخدام المتجاوز للحد والنسب المسموح بها يضر بصحة المستهلك، وهناك نسبة قليلة من المستهلكين يعانون من حساسية تجاه بعض الأنواع من المواد الصناعية والكيميائية.
وأفاد طبيب الباطنة أن تناول اللحوم المصنَّعة والمعالجة كالنقانق والبرجر لها أضرار خطيرة على الصحة و تؤدي لإصابة بأمراض السرطان، كسرطان القولون، وذلك لاحتوائها على مواد كيميائية وحافظة وغيرها محفزة للإصابة بهذا أمراض.
وكشف أن المشروبات والأطعمة ذات القيمة الغذائية المنخفضة و المحتوية على مواد صناعية وكيميائية، يعتبر الإكثار منها مهدداً للصحة، ومن أبرزها وأكثرها انتشاراً المشروبات الغازية والملونة، بالإضافة للأطعمة المشبعة بالسكر كالآيس كريم والحلويات، وكذلك رقائق البطاطس، والوجبات السريعة، والأطعمة سريعة التحضير كالأندومي، وجميعها أطعمه يستهويها الأطفال والشباب.
حيث تشترك معظم الأطعمة والمشروبات غير الصحية في احتوائها على نسب عالية من السعرات الحرارية وانخفاض قيمتها الغذائية، وجميعها مسبب للسمنة والتي تعد خطر مهدد وعامل مساعد للإصابة بالعديد من الالتهابات والأورام والسرطانات كسرطان القولون وغيرها.
وأكد الدكتور عبدالله: هناك معلومات مغلوطة منتشرة ومتداولة خاصة عند الأمهات بأن الأطعمة سريعة التحضير كالاندومي تسبب السرطان، وكذلك استخدام الميكروويف لتسخين الطعام، وحسب نتائج ما يتوفر من دراسات وأبحاث فإنه لا صحة لتلك المعلومات الشائعة والحقيقة أنها لا تؤدي للإصابة بهذا المرض الخبيث بشكل مباشر.
وختم حديثه بالقول ينصح الأطباء وأخصائي التغذية بتناول الأغذية الطازجة والمتنوعة والإكثار من الفواكه والخضراوات وشرب العصائر الطازجة، لما لها من دور في تقوية بنية الجسم وتعزيز الصحة، والعمل على مقاومة الإصابة بالأمراض وخاصة السرطان.
كما يحذرون من خطر اللحوم المصنعة والمعالجة والتقليل من تناولها ويفضل تجنبها، مع التأكيد على أهمية المحافظة على الوزن المثالي للجسم بالحمية والنشاط البدني وخاصة لدى الأطفال لانتشار السمنة لدى هذه الفئة العمرية، والتي تسبب على المدى الطويل العديد من الأمراض كالأورام وتشوهات وهشاشة العظام والسكري، وفي النهاية التذكير بضرورة إجراء الفحوصات الوقائية للكشف المبكر عن جميع الأمراض وخاصة السرطان.