قال محلل سياسي: إنه لا يُستغرب الإرهاب من قاعدته وأصوله، نظام الملالي الإرهابي منذ الثورة الخمينية التي بدأت مسيرتها السياسية باقتحام حرم السفارة الأمريكية في طهران، ثم احتلالها واحتجاز 52 مواطناً أمريكياً لمدة 444 يوماً، ثم توالات الأعمال الإرهابية للنظام الإيراني؛ نتيجة الصمت العالمي تجاه هذه الجريمة السياسية والقانونية التي أصبحت عنواناً للسلبية الدولية.
وقال أستاذ الإعلام السياسي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن العساف: إن ذلك الصمت تجاه نظام يمارس إرهابه منذ أربعة عقود، مؤشر مشجع لمزيد من السلوكيات الخُمينية المتطرفة تحت نظر المجتمع الدولي، حتى تراكمت فاتورة إرهاب الدولة برعاية الخميني وزمرته طيلة هذه العقود الماضية.
وأضاف أنه "اليوم وبعد ربع قرن تنتصر محكمة أمريكية للعدالة والإنسانية وتسقط ما تبقى من أقنعة يتدثر بها النظام الإيراني ومن يقف إلى جواره، بإدانة حزب الله الذراع الإرهابية لنظام الملالي المسؤول عن تفجير الخبر عام 1996م، ما أدى لمقتل 19 طياراً أمريكياً وجرح 400 من الجنود الأمريكيين، فضلاً عن أضرار مادية لحقت بالمباني والممتلكات الخاصة والعامة".
وأشار إلى أن هذا الحكم يؤكد مصداقية وأهمية قرار الرئيس الأمريكي "ترامب" بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، حيث جاء القرار الأمريكي بهذا النص "إن هذه الخطوة غير المسبوقة، التي تقودها وزارة الخارجية، تعترف بالحقيقة التي مفادها أن إيران ليست فقط دولة راعية للإرهاب، ولكن أيضاً أن الحرس الثوري الإيراني يشارك بنشاط في الإرهاب، ويمول ويشجع الإرهاب كأداة من أدوات الحكم".
وأردف أستاذ الإعلام السياسي: إيران تبنت سياسة التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأنشأت الأحزاب الإرهابية الموالية لها والمليشيات الطائفية المؤتمرة بأمرِها، إضافة إلى الخلايا التجسسية المنُفذة لأجندتها؛ فكانت ردة الفعل الدولية في أقصاها خطابات سياسية تدعو إيران للتوقف عن انتهاك القانون الدولي، وهو ما شجع إيران على ممارسة مشروعها التدميري ليس في المنطقة بل في العالم أجمع.
وبيّن أنه مع تقدم سنوات الثورة الخُمينية، تقدمت أساليب وممارسات الإرهاب الإيرانية حتى وصلت إلى تهديد سلامة الملاحة الدولية واستهداف السفن التجارية وضرب ناقلات النفط المتجهة للأسواق العالمية ومصادر الطاقة، والتي أدانتها الأمم المتحدة قبل أقل من شهر بعد معاينة الصواريخ التي هوجمت بها عملاق صناعة النفط في العالم “أرامكو” السعودية، حيث أثبتت المعاينة أنها صواريخ إيرانية الصنع وإرسال إرهابيين بجوازات دبلوماسية (أسد الله أسدي) لتفجير مؤتمر للمعارضة الإيرانية في باريس 2018.
وقال "العساف": إن هذا قليل نظير المشاهدات السياسية التي حدثت خلال التاريخ القصير للثورة الخُمينية ونظامه السياسي، وتلك التفاعلات الدولية تجاهها تعطينا الكثير من المؤشرات والقراءات التي يمكن أن تحدث خلال المرحلة القادمة مالم يستدرك المجتمع الدولي ويحزم قراراه باتخاذ المزيد من التدابير الفعلية تجاه النظام الإيراني بشكل عام.
ونوّه بأنه يجب الاستنارة بتقرير الخارجيّة الأمريكية الذي يؤكّد على أن هناك مثلثاً للإرهاب في داخل النظام الإيرانيّ، أضلاعُه هي الحرس الثوريّ، وفَيْلَق القدس في القلب منه، ووزارة الاستخبارات والأمن الوطنيّ، والوكلاء في الخارج من الحوثي مرورا بالحشد الشعبي وانتهاء بحزب الله، الذي باتت أطرافه تتمدّد خارج الوطن العربي لتصل إلى أوروبّا وأمريكا الشمالية، ناهيك عن أمريكا الجنوبيّة.
وأردف: "ومن ناحية أخرى، تجاه رموزه بشكل خاص، والمطالبة بمنعهم من السفر والقبض عليهم وتجميد أرصدتهم وتقديم مذكرات خاصة بحقهم من أجل محاكمة دولية تجاه جرائمهم المتعدة، فالنظام الإيران لا يزال، يتبني الإرهاب كسلاح استراتيجي وأداة تكتيكية كشكلٍ من أشكال الحرب غير المتماثلة لتعويض ضعف النظام الإيراني، كما أن دعم الإرهاب يتسق مع رواية إيران للثورة المستمرة".
واختتم "العساف" مؤكداً أنه لا بد من تجريد نظام الملالي من كامل أسلحته وخصوصا الأذرع الإرهابية في الخارج التي تشكل مخلب النسر للنظام الإيراني، ولا ننس تنفيذ حكم المحكمة الأمريكية من خلال الأرصدة الإيرانية المجمدة لتعويض الضحايا والخسائر المادية جراء إرهاب الدولة الإيرانية.