رسم أمين منطقة الرياض الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن عياف صورة جميلة لمستقبل العاصمة، وقدرتها على جذب السكان والاستثمارات إليها بقوله: "إن الرياض من أسرع مدن العالم نموًا"، موضحًا أنه "لا توجد مدن تسبق الرياض في نموها سوى مدينتين في الصين".
وقال "ابن عياف" خلال جلسة حوارية بعنوان "مستقبل الرياض الواعد وتحولها لقيادة التنمية" انطلقت اليوم وعُقدت ضمن معرض "مشروعات مدن متميزة في عهد خادم الحرمين الشريفين"، المقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله: "ما كان للرياض أن تحقق ما حققته لولا المجهود الكبير الذي بذله خادم الحرمين الشريفين خلال 50 عامًا، قضاها في العاصمة موجهًا ومسؤولًا، عزز من البنية التحتية للمدينة، فضلًا عن قدرته في تعزيز الإدارة المحلية للرياض، وتأسيس الهيئة العليا لتطويرها، وتكليفها للقيام بدور مهم في تحسين الرياض، وفق رؤية وطنية طموحة، تسعى للنهوض بالرياض من جميع النواحي، اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا.
وتطرّق الأمين إلى بدايات الرياض، وما وصلت إليه الآن من تطور ونماء وقال: "في منتصف القرن الماضي كانت الرياض مدينة صغيرة محاطة بجدران، مليئة بالحواري والساحات، ومحيطها محصور على المحيط المباشر لها، إلى أن جاء قرار الملك سعود بنقل المهام الإدارية من جدة إلى الرياض، وعلى إثر ذلك، تم نقل الجهات الحكومية إليها مما أسهم في صناعة اقتصادها وإعادة كتابة تاريخها من جديد، وبعد ذلك تطورت المدينة وتوسعت، وتأسست البلدية ثم هيئة تطوير الرياض، واليوم تحتل المدينة نسبة 20% من مساحة المملكة، و25% من سكان المملكة".
وقال الأمير "ابن عياف": "على مدى التاريخ، نجد أن المدن الكبيرة ارتبطت بأشخاص، مثل مدينة باريس، أو برشلونة، ولكن حقيقةً لم أر مدينة في العالم ارتبطت بقوة بشخص ما، مثلما ارتبطت الرياض بشخصية الملك سلمان بن عبدالعزيز"، وأضاف: "فكل مشروع أو شارع أو ميدان في العاصمة، ارتبط بالملك سلمان بن عبدالعزيز، وليس في الأمر سر إذا عرفنا أنه -حفظه الله- ارتبط بالرياض لمدة 50 عامًا، ولهذه السنوات تأثير كبير ومباشر على الرياض.
وتطرق الأمير فيصل بن عياف إلى جامع الأمير تركي في الرياض كمثال، وكيف يتألق حاليًا رغم قدمه، وقال: "الجامع يتسلح بالتراث السلماني، ويجمع بين تراث الرياض وقيمها، وبُني بأحدث طرز البناء، وأعلى المعايير الفنية، ما جعله اليوم تحفة معمارية، شاهدة على مكانة الرياض، وما بلغته من تقدم وازدهار، وقدرة على البناء النموذجي".
وفي سؤال عن الرياض، بعد انتقال الملك سلمان عنها، لتولي مناصب أخرى في الدولة، قال الأمير "ابن عياف": "لا بد أن نفرّق هنا بين الرياض ما قبل رؤية 2030، ورياض ما بعد الرؤية، وكانت الرياض ما قبل الرؤية عبارة عن نموذج تقليدي في بناء المدن، وسط نمو عدد السكان في المدينة، تحت شعار النمو يقود التنمية، أما رياض ما بعد الرؤية، فسارت تحت تعمل تحت شعار "التنمية هي التي تقود النمو"، وأصبحت هناك برامج لتطوير المدينة وإدارة التوسع فيها بأسلوب يعزز الاقتصاد فيها، والدليل على ذلك تلك المشاريع الكبرى التي تم الإعلان عنها في الرياض، وأصبحت معها المدينة كارت يمكن الرهان في تعزيز الاقتصاد الوطني وتعزيز جودة الحياة".
وتحدث الأمير عن المشاريع الكبرى في الرياض، وقال: "هناك مخطط واضح يقود التنمية داخل العاصمة، مثل مشروع الرياض الخضراء الذي يستهدف زراعة 7.5 مليون شجرة في أنحاء العاصمة، وهناك مشروع مدينة الملك سلمان، بمسطحاته الخضراء الكبيرة، لتزيين الرياض، ولهذا أثر كبير في كل مناحي الحياة في المدينة، ومشروع طريق الأمير محمد بن سلمان، الذي يربط الرياض من شرقها إلى غربها، وغيرها من المشاريع الأخرى الكثيرة التي سيكون لها مفعول كبير في مستقبل المدينة.