

أطلق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية سلحفاة كبيرة الرأس وأخرى خضراء في جزيرة أبو علي بمحمية الجبيل، بعد استكمال رحلة علاج وتأهيل امتدت عدة أشهر.
ويعد الإطلاق الأول لكائنات بحرية بعد إعادة تأهيلها في الخليج العربي ضمن برامج المركز المتخصصة لحماية الأنواع البحرية المهددة بالانقراض وإعادة تأهيلها.
وأوضح المركز أن عملية الإنقاذ بدأت بعد تلقيه بلاغًا عن سلحفاتين بحريتين في حالة إنهاك على سواحل الخليج العربي، وجرى نقلهما إلى مرافقهما البيطرية لتقييم حالتهما الصحية وتقديم الرعاية اللازمة.
وأظهرت الفحوص المخبرية والتصوير الشعاعي إصابتهما بإجهاد عام وعدوى بكتيرية داخلية، إضافة إلى اضطرابات في توازن الطفو أثّرت على قدرتهما على الغوص والحركة الطبيعية في الماء.
وبيّن أن السلحفاتين خضعتا لبرنامج علاجي وتأهيلي متكامل شمل معالجة العدوى واستعادة الوزن وتحسين التغذية، إلى جانب متابعة طبية دقيقة وتحاليل دورية لقياس مؤشرات التعافي الحيوية، وأجريت لهما تدريبات ميدانية في أحواض مائية تحاكي التيارات البحرية لتقوية عضلات الزعانف وتحسين مهارات الغوص قبل الإطلاق.
وأفاد بأن السلحفاة كبيرة الرأس جُهزت بجهاز تتبّع عبر الأقمار الصناعية باستخدام نظام ARGOS لرصد تحركاتها ومسارات هجرتها في البحر وتحليل بيانات سلوكها بعد الإطلاق، ضمن برامج البحث والرصد البيئي التي ينفذها المركز لتعزيز فهم النظم البيئية البحرية في المملكة.
وأكد المركز أن هذا الإطلاق يأتي استمرارًا لجهوده في إعادة تأهيل الكائنات الفطرية المهددة بالانقراض وإعادتها إلى بيئاتها الطبيعية، دعمًا للحفاظ على التنوع الأحيائي واستدامة النظم البيئية البحرية في المملكة.
وتُعد السلحفاة كبيرة الرأس من أبرز الأنواع المعرضة للانقراض على المستوى العالمي، وتتميّز بقدرتها العالية على الغوص العميق بفضل تكوينها العضلي القوي ورأسه الكبير الذي يمكّنها من كسر القواقع والقشريات، أما السلحفاة الخضراء فهي من الأنواع الرئيسية في النظام البيئي الساحلي، إذ تسهم في توازن البيئات البحرية من خلال تغذيتها على الأعشاب البحرية والحفاظ على نموها الطبيعي.