قال الموسيقار محمد السنان، إن الآلات الموسيقية دخلت بشكلٍ رسمي إلى السعودية قبل 60 عاماً وتحديداً عام 1962م، واستُخدمت بمناسبة رسمية للدولة ومثلت مفاجأة للشعب السعودي، لأنهم كانوا غير معتادين على سماعها ورؤيتها، وأشعلت هذه البداية حماس كثيرٍ من المهتمين بالفن الغنائي والموسيقى ليمارسوا الفن على العلن.
وتفصيلاً ذكر الموسيقار السنان، لبرنامج "موسيقانا" على قناة السعودية، أن البداية كانت عندما أمر ولي العهد في وقتها الأمير فيصل، بإقامة احتفالات ابتهاجاً بعودة الملك سعود من رحلة علاجية خارج السعودية، وذلك في حديقة البلدية في مدينة الخُبر وهي أكبر حديقة على مستوى المملكة في وقتها، وشارك في الاحتفالات عديدٌ من المطربين، منهم: جميل محمود من السعودية، ويوسف الزبيدي من اليمن، ومحمد الزويد من البحرين، وكانت أول مناسبة يتم فيها استخدام الآلات الموسيقية.
وأوضح الرحالة الغربي جون لويس، في كتابه "ترحال في جزيرة العرب" أن النساء عام 1814م كن يذهبن بعيداً عن الخيام ويغنين "البنات يلعبن السمر"، وكانت هذه أول نوتة غنائية في ذلك الوقت، وتعرف الجزيرة العربية، وخصوصاً المنطقة الغربية من السعودية، مكاناً للفنون من قديم الزمن.
ويأتي برنامج موسيقانا ضمن سلسلة البرامج الجديدة لهيئة الإذاعة والتلفزيون لشهر سبتمبر، حيث بدأ أولى حلقاته بالحديث عن أقدم وأشهر الفنون الشعبية في كل منطقة، والتعريف بمعنى الموسيقى للشعب السعودي على مدار العصور القديمة حتى عصرنا الحالي، منها: العرضة، السامري، الهجيني، الدحة، الخطوة، الدانة، المديح، والهجان، والتي قاومت الاندثار واتبعت الحداثة وتطورت حتى أصبحت بالآلات موسيقية وتغيّرت من ناحية الكلمات.