يشهد العالمُ على الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية؛ إذ تتصدّر دائمًا بحسب أرقام الأمم المتحدة بدعمها في العمل الإنساني والإغاثي؛ فالمملكة العربية السعودية عُرفت بمملكة الإنسانية التي تؤمن بأن هناك ارتباطًا وثيقًا بين حماية النفس البشرية والأخوة الإنسانية.
ومن توجيه كريم لتخفيف خطبتَي الجمعة في الحرمين الشريفين في ظلّ الحرارة المرتفعة تخفيفًا على المصلين؛ يتّضح حرص قيادة المملكة، أيّدها الله، على الإنسان باعتبار حفظ النفس البشرية أحدَ مقاصد الشريعة الإسلامية ومبدأً إنسانيًّا يهدف إلى الحفاظ على حياة البشر وأرواحهم.
وما شهده العالم خلال موسم حج هذا العام 1445هـ، والذي نجحت فيه المملكة في الحفاظ، بعد توفيق الله، على سلامة الحجاج؛ إذ تولي اهتمامًا كبيرًا لضمان سلامة وراحة الحجاج القادمين من جميع أنحاء العالم بتوفير بنية تحتية متطوّرة وخدمات صحية شاملة، وتقديم أرقى الخدمات وأجودها؛ لينعم الحاج بتأدية الركن الخامس من أركان الإسلام بيسر وطمأنينة.
وفي كل موسم حج تُظهِر المملكةُ التزامَها العميقَ بخدمة ضيوف الرحمن؛ ممّا يعكس القيم الإسلامية السمحة والرؤية الحكيمة لحكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبمتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وحفظُ الإنسان هو أولويةٌ للمملكة العربية السعودية، والشواهدُ على ذلك كثيرةٌ؛ فبحسب الإحصائيات الرسمية تُعدّ السعودية من أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية على مستوى العالم، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية؛ حيث تقدم مساعدات طارئة وتنموية للعديد من الدول التي تعاني من الأزمات والكوارث، وتشمل هذه المساعدات الغذاء والمياه والرعاية الصحية والتعليم وإعادة البناء.
وتعمل المملكة العربية السعودية بشكل وثيق مع المنظمات الدولية لتعزيز السلم والأمن العالميين؛ إذ تُعدّ عضوًا نشطًا في الأمم المتحدة، وتشارك في المبادرات الدولية التي تهدف إلى مكافحة الفقر والجوع والأمراض.
وتؤكّد الحقائق والإحصائيات والمنظمات والمتابعون أن مساعدات المملكة تغطّي أكثر من "70%" من دول العالم، باعتبارها من أوائل المبادرين دائمًا في الكوارث الطبيعية أو بفعل الحروب، بقيادتها وشعبها استجابةً للحالة الإنسانية من خلال مسارعتها في تكوين اللجان والحملات الإغاثية.
وبهذه الجهود المتنوعة والمستمرّة تبرهن السعودية أنها مملكة الإنسانية على التزامها بمبادئ الإنسانية والشريعة الإسلامية؛ حيث تجعل حماية النفس البشرية والرفاهية الاجتماعية في صدارة أولوياتها.