عن دراسة الدولة السعودية الأولى والثانية.. "الذايدي": تاريخنا أثرى بكثير من حصره في سرديات "ابن غنام وابن بشر"

عن دراسة الدولة السعودية الأولى والثانية.. "الذايدي": تاريخنا أثرى بكثير من حصره في سرديات "ابن غنام وابن بشر"
تم النشر في

يرفض الكاتب والمحلل السياسي، مشاري الذايدي، أن يظل الباحثون والقراء والمهتمون في المملكة معتمدين على مصدرين تاريخيين فقط لرواية تاريخ الدولة السعودية الأولى أو الثانية، هما "ابن غنام وابن بشر"، مؤكدًا أن الدراسات التاريخية تطورت كثيرًا، كما أن مصادر هذه الحقبة الهامة من تاريخ المملكة متوفرة في روايات الأجانب المحفوظ منها الكثير، إلى جانب الروايات المحلية للمشايخ و"المطاوعة"، وشهادات القادة والسياسيين.

التاريخ ليس نصًا أو رواية ثابتة

وفي مقاله "التاريخ ليس مِلكاً للراوية" بصحيفة "الشرق الأوسط"، يقول الذايدي: "هل التاريخ نص حجري جامد؟ هل هو واقعة مغلقة المسامات وموصدة الأبواب أمام زوار العقل والتأمل والبحث عن طبقات خفية فيه وزوايا مهملة؟.. نقرأ دوماً عبارة «التاريخ كتاب مفتوح»، لكن بعضنا لا يسبر أغوار هذه العبارة الخطيرة المثيرة.. كل مرة نقوم فيها بزيارة التاريخ نخرج منه بانطباع جديد وتفرسات ناشئة غضة الإهاب.. إن الباحث المجد، الشغوف، يصنع كل مرة لوحته الخاصة من الفصل التاريخي المقصود بالزيارة، كما هو مفهوم عبارة الفيلسوف الفرنسي (بول ريكور) التي نقلها ونقل أمثالها (حسام شاشية) الباحث التونسي الرصين المتخصص في المسألة الموريسكية من التاريخ الإسباني وشمال أفريقيا".

مناهج البحث التاريخي تطورت

ويلفت "الذايدي" إلى صعوبة الاعتماد على مصدر واحد للتاريخ، خاصة في ظل تطور مناهج البحث التاريخي، ويقول: "لفتتني أيضاً هذه الكبسولة العميقة الأثر المجسدة في هذه العبارة: «المؤرخ لا يدرك أبداً أكثر من قطعة ضئيلة في نسيج أحداث من كل شكل ولون». مارك بلوخ، (كتابه دفاعاً عن التاريخ أو مهنة المؤرخ)، ترجمة أحمد الشيخ.. مما يغذي باستمرار تجدد «اللوحات» التاريخية، تجدد الكشف عن وثائق جديدة على شكل نقوش أو وثائق مكتوبة أو مذكرات أو تقارير.. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تطور مناهج البحث التاريخي المقارن وفحص المحركات العميقة للمجتمعات والسياسات بعيداً عن الشعارات الظاهرة والأغطية المسدلة".

تنوع الدراسات بشأن أحداث تاريخية هامة

ويرصد "الذايدي" إلى تنوع الدراسات بشأن أحداث تاريخية هامة، ويقول: "انظر إلى الثورة الفرنسية التي تقترب من طي قرنين ونصف على اندلاعها، وانظر وفرة الروايات والمقاربات وبالتالي «التواريخ» عنها، وهو حدث واحد، لكن زياراته متعددة الوجوه!.. قل مثل ذلك عن الثورتين الروسية والصينية، بعيداً عن روايات الرفاق الحمر، وحتى من خلال رواياتهم، ثمة تعدد وتركيب وتنوع.. إذا سافرنا أكثر في رحلة الزمن، فهل «انقلاب» العباسيين على الأمويين، أو ثورتهم كما يروق لآخرين وصفها، ثورة هاشمية على بني أمية فقط، أو ثورة أعجمية على العرب، أو ثمة بواعث اقتصادية وغير اقتصادية فيها، يكتشفها «المنقب» التاريخي الصبور؟!".

لا يجب أن نظل "أسرى" لرواية "ابن غنام وابن بشر"

ويخلص "الذايدي" إلى أننا لا يجب أن نظل "أسرى" لرواية "ابن غنام وابن بشر"، ويقول: "عطفاً على ما مضى، وغيره، فهل تاريخ الجزيرة العربية في القرون الـ3 الماضية استثناء من ذلك؟.. من قال إننا يجب أن نظل «أسرى» لرواية واحدة وإنْ تكررت، كرواية المؤرخَين: ابن غنام وابن بشر، عن تاريخ الدولة السعودية الأولى أو الثانية؟!.. أين روايات الساسة وقادة الجيوش وزعماء المجتمع، ناهيك من عامة الناس من الأذكياء؟!.. ناهيك من روايات الأجانب، والأخيرة لحسن حظنا محفوظ منها كثير، من الذي يخالف أو يثري الروايات المخلية للمشايخ و«المطاوعة»".

تاريخنا السعودي أثرى بكثير

وينهي "الذايدي" قائلاً: "تاريخنا السعودي أثرى بكثير من حصره في سرديات ابن غنام وابن بشر، على أهمية ما كتباه".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org