تتطابق ضخامة دعم المملكة لليمن مع قوة وتعدد الأواصر والقواسم المشتركة، التي تجمع البلدين والشعبين، ولا يقتصر دعم المملكة لليمن على السنوات، التي أعقبت انقلاب ميليشيا الحوثي الموالية لإيران على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014م، وإنما يمتد إلى عشرات السنين في الماضي ويتواصل إلى الوقت الحاضر، وآخر حلقاته، إيداع المملكة اليوم (الثلاثاء)، وديعة بقيمة مليار دولار أمريكي في حساب البنك المركزي اليمني؛ لتعزيز قدرات الحكومة اليمنية في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي.
وقبل الدعم الذي أعلن عنه اليوم، دعمت المملكة اليمن مرات كثيرة في أشكال كثيرة أيضًا، وقد بلغت قيمة الدعم السعودي للمملكة أكثر من 17 مليار دولار منذ تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة في مايو 2015 إلى فبراير 2021 بحسب ما أفاد الدكتور عبد الله المعلم مدير إدارة المساعدات الصحية والبيئية بمركز الملك سلمان، من بينها حزمة مشروعات حيوية بمبلغ 400 مليون دولار أمريكي قدمتها المملكة لليمن عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في يونيو 2022، بالإضافة إلى 200 مليون دولار أمريكي لتوفير المشتقات النفطية لتشغيل محطات الكهرباء في اليمن.
وشملت الحزمة 17 مشروعًا حيويًا وبرنامجًا تنمويًا موزعة على 6 قطاعات هي: الطاقة، والنقل، والتعليم، والمياه، والصحة، وبناء مؤسسات الدولة، ومن هذه المشروعات، مشروع إنشاء محطة الغاز لتوليد الكهرباء في محافظة عدن، ومشروع إنشاء شبكات الجهد المتوسط الكهربائية في محافظة عدن، ومشروع إنشاء محطة تحلية مياه البحر لمدينة عدن بقدرة 10 آلاف متر مكعب، ومشروع إنشاء وتجهيز المستشفى الجامعي ومركز السرطان بجامعة حضرموت، ومشروع إنشاء وتجهيز كلية الطب في محافظة تعز، ومشروع تنفيذ طريق تعز- الكدحة المخا في محافظة تعز.
ومن الدعم الذي قدمته المملكة لليمن أيضًا منحة مشتقات نفطية بقيمة ٤٢٠ مليون دولار، لتشغيل محطات الكهرباء، و600 مليون دولار لصندوق دعم شراء المشتقات النفطية، ويجمع بين كل أشكال الدعم السالفة وغيرها هدف واحد، هو حرص المملكة على توفير المتطلبات والاحتياجات الأساسية للشعب اليمني، والتخفيف من آثار الأزمة التي يواجهها من جراء ارتهان ميليشيا الحوثي لمؤسسات الدولة، ومساعدته على إنشاء بنية تحتية حديثة يرتكز عليها في تنمية بلاده.