حذَّرتهم الرياض ثم حظرت النفط.. الدور السعودي في حرب 73 الذي صدم أمريكا وبريطانيا

جاء ردًّا حاسمًا على التدخُّل الأمريكي في الحرب لصالح إسرائيل
الملك فيصل والسادات
الملك فيصل والسادات
تم النشر في

قبل 49 عامًا، وتحديدًا في 15 أكتوبر عام 1973، أصدرت دول منظمة "أوبك" قرارًا تاريخيًّا بإعلان حظر النفط؛ لدفع الدول الغربية المساندة لإسرائيل لاتخاذ إجراءات ضد الدولة المحتلة للانسحاب من الأراضي التي احتلتها تل أبيب في عام 1967.

الحدث التاريخي الذي يقترب من نصف قرن من الزمان أحدث صدمة سياسية واقتصادية في الدول الغربية الموالية لإسرائيل، وأدى إلى تضاعُف أسعار النفط 4 مرات، وجاء ردًّا حاسمًا على التدخل الأمريكي في حرب 73، وإطلاقها جسرًا جويًّا ضخمًا بعد مرور نحو أسبوع من الحرب؛ لإمداد إسرائيل بالأسلحة والعتاد في مواجهة الجيش المصري، الذي استطاع عبور قناة السويس، وتدمير خط بارليف المنيع، وإحداث خسائر هائلة في صفوف الإسرائيليين.

صدمة أمريكية بريطانية

تكشف وثائق بريطانية، تناولتها شبكة "BBC" البريطانية، عن إحداث القرار صدمة لدى صانع القرار الأمريكي والبريطاني؛ إذ قلل الجانبان من إمكانية استخدام العرب سلاح النفط، وأنه مجرد "تهديدات جوفاء".

ووفقًا لتلك الوثائق، فقد سلَّمت وزارة الخارجية السعودية السفارة البريطانية مذكرة، أرسلتها فورًا إلى لندن، عقب إطلاق واشنطن جسرًا جويًّا لمساعدة حليفها الإسرائيلي، قالت فيها: "المملكة العربية السعودية مستاءة استياء بالغًا من موقف أمريكا الأخير المؤيد لإسرائيل، ومن استئناف إمداد إسرائيل بالأسلحة".

تحذير سعودي

وحذرت الرياض من رد فعل عربي؛ إذ ذكرت في المذكرة أنه "في مواجهة هذا الموقف الأمريكي المتحيز ستجد السعودية نفسها مجبرة على خفض كمية النفط؛ الأمر الذي سيضر بدول السوق الأوروبية المشتركة. وبناء عليه، فإن الأمر متروك لهذه الدول كي تنصح أمريكا بتغيير موقفها المؤيد لإسرائيل؛ إذ إن هذه الدول ستتضرر أكثر من أمريكا من خفض كمية النفط".

كانت المذكرة صادمة للغاية في العاصمة البريطانية لندن؛ فقد اكتنف الموقف السعودي الغموض قبل الحرب من إمكانية اتخاذ النفط سلاحًا لمساعدة مصر على استعادة أراضيها المحتلة؛ ما زاد من حدة المفاجأة والصدمة على الدول الغربية.

ودفع جسر الإنقاذ الأمريكي السعودية والعرب إلى استخدام سلاح النفط؛ فبعد أيام قليلة من إطلاقه أعلنت السعودية، والعراق، وإيران، والجزائر، والكويت، والإمارات، وقطر رفع أسعار النفط بنسبة 17%، وخفض إنتاجها. وتبع هذا حظر فرضته الدول العربية على تزويد الدول التي تؤيد إسرائيل بالنفط.

وكُتبت نهاية الأزمة النفطية في 17 مارس من عام 1974؛ إذ أعلن وزراء النفط العرب نهاية حظر النفط، أو ما سُمي بصدمة النفط الأولى، بعد أسابيع من تقدُّم محادثات فض الاشتباك بين مصر وإسرائيل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org