الصفيان: السفر يترك هالات سوداء تحت العيون وديونًا تثقل الجيوب .. الحقيقة مختلفة

وجوه متعبة وعيون حمراء وأجساد مرهقة خلف صور الضحكات على مواقع التواصل
الكاتب الإعلامي محمد بن عبدالعزيز الصفيان
الكاتب الإعلامي محمد بن عبدالعزيز الصفيان
تم النشر في

قال الكاتب الإعلامي محمد بن عبدالعزيز الصفيان في مقالة نُشرت له إن الإجازة الصيفية انتهت، ومعها انتهت أوقات قضى الكثيرون جزءًا منها بين السفر والتنقّل وتغيّر أنماط حياتهم وساعات نومهم، ليعود المسافرون إلى ديارهم بملامح تكشف القصة كاملة. فقد بدت وجوه متعبة وعيون حمراء وأجساد منهكة، بعيدة كل البعد عن تلك الصور التي ملأت "إنستجرام" و"إكس" و"سناب شات" بضحكات وسيلفي مضيء، بينما الحقيقة مختلفة والتفاصيل الخفية أكثر بكثير مما تنقله الصور. وأوضح الصفيان أن السفر ترك خلفه هالات سوداء تحت العيون وديونًا ثقيلة فوق الجيوب.

وأشار في مقالته المنشورة بجريدة اليوم إلى أن المطار كان أول دروس الصبر، حيث ساعات الانتظار الطويلة بين تفتيش ونداءات وتأجيلات، قبل أن يجلس المسافر على مقعد ضيق يحاصره من كل اتجاه، ليخرج من الطائرة وكأنه عائد من رحلة شاقة في صحراء لا نهاية لها، بلا نوم مريح ولا راحة جسد، مجرد انتقال من مطار إلى آخر. وأضاف أن الراتب الذي جُمع على مدى شهور تبخر في أيام قليلة، فقهوة بريالات هنا صارت بعشرات هناك، وجولة قصيرة تحولت إلى فاتورة طويلة وذكريات على شكل فواتير معلقة تنتظر السداد، ليصبح السفر رحلة إنفاق أكثر من كونه رحلة استجمام.

ولفت الصفيان إلى أن الغريب في الأمر أن التعب لا يمنع المسافر من التقاط صور يضحك فيها ليبدو وكأنه يعيش أجمل أوقاته، بينما الحقيقة أن ما بين كل صورة وأخرى تنهيدة تعب أو رأس مثقل يبحث عن وسادة أو مقعد فارغ يهرب إليه من الإرهاق.

واختتم الصفيان مقاله بالتأكيد على أن السفر متعة إذا أُحسن التخطيط له، لكنه حين يتحول إلى سباق إنفاق وإرهاق لا ينتهي يصبح رحلة عذاب مغلّفة بابتسامة للصور ودمعة في العيون. ثم نعود بعدها بعيون حمراء وأجساد مرهقة نردد في داخلنا: ما أجمل الراحة بين أهلنا، وما أبسط السعادة في ديارنا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org