في يومٍ واحدٍ فقط أكّدت السعودية دورها الريادي العالمي، وبالغ اهتمامها وعنايتها بالقضايا الدولية، ولا سيما ما يخصُّ العرب والمسلمين، وذلك بإعلانها أمس الأحد، تقديم كافة أشكال المساعدات والدعم لدولة فلسطين وشعبها الشقيق، بهدف تخفيف آثار المعاناة التي سبّبها الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك تقديم مساعدات طبية وإغاثية للشعب اللبناني الشقيق لمساندته في مواجهة الظروف الحرجة الراهنة.
وتشكّل القضايا العربية والإسلامية الهَم الأول لدى القيادة السعودية؛ انعكاساً لدور الرياض التاريخي والريادي في تناول قضايا إقليمها، والانحياز لمكوناتها.
فمنذ نكبة فلسطين لم يتوقف الدعم السعودي بأشكاله كافة، فقد تجاوز حجم ما قدّمته المملكة خلال السنوات الماضية من مساعدات إنسانية وإغاثية وتنموية للشعب الفلسطيني مبلغ 5.3 مليار دولار للمساهمة في دعم الفلسطينيين، وفقاً لبيانات منصة المساعدات السعودية.
واحتلت فلسطين المرتبة الخامسة كأكثر الدول استفادة من المشاريع السعودية التنموية والإغاثية بعدد 289 مشروعاً، تنوّعت بين مساعدات تنموية، وإنسانية في قطاعات صحية، وتعليمية، وزراعية، وغيرها من القطاعات.
وتشير أرقام منصة المساعدات السعودية للاجئين والنازحين، إلى أن فلسطين تحتل المرتبة الثانية في مُجمل مساعدات المملكة للخارج، إذ قدّمت نحو 215 مليون دولار من المساعدات في قطاعات متفرقة.
وسارع الشعب السعودي بأطيافه كافة، إلى تقديم يد العون لإخوانه الفلسطينيين فور بدء العدوان الإسرائيلي قبل عام، وذلك بعد إطلاق خادم الحرمين الشريفين، الحملة الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة، فبادر السعوديون بالتبرع بما يناهز 700 مليون ريال حتى الوقت الراهن، فيما واصلت الرياض عمليات إسقاط وإدخال المساعدات إلى القطاع جواً وبراً عبر ذراعها الإنسانية مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وعلى صعيد لبنان، بادرت السعودية عبر التاريخ بمساعدة الدولة والشعب اللبناني، وتخبرنا أرقام منصة المساعدات السعودية أن الرياض قدّمت نحو 2.7 مليار دولار عبر 123 مشروعاً متنوّعاً، تحتل بها لبنان المرتبة الثامنة في الدول المستفيدة.
واعتادت المملكة مد يد العون، وممارسة دورها الريادي الإغاثي دون أي اعتبارٍ لعرقٍ أو دين، إذ يبلغ حجم مساعداتها الإجمالية نحو 500 مليار ريال (133 مليار دولار) في أكثر من 180 دولة حول العالم.
وترافقت تلك الخطوات السعودية الإنسانية في خطٍ موازٍ مع خطوات دبلوماسية رشيدة ومواقف منحازة لقضاياها العربية والإسلامية، إذ تولي المملكة جُل اهتمامها للقضية الفلسطينية التي تعد قضيتها المركزية وذات الأولوية لها.
وبذلت المملكة منذ بداية الأزمة في غزة كل الجهود الممكنة لاحتوائها، ومعالجة الوضع الإنساني الحرج، وتمكنت المملكة من توحيد الموقف العربي والإسلامي تجاه هذه الأزمة عبر ترؤسها اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، لدعم الأشقاء في فلسطين، ومواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وكسر الحصار المفروض عليه، والتي أثمرت على اعتراف عددٍ من الدول الصديقة بدولة فلسطين، وطالبت بأن يتم قبول دولة فلسطين كعضوٍ كامل العضوية في الأمم المتحدة.
وبذلت القيادة ممثلة في خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد رئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، جهوداً حثيثة؛ وذلك بالتواصل مع أعضاء المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، وإدخال مزيدٍ من المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، حرصهما -أيدهما الله- على إيجاد حلٍ عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يمكّن الشعب الفلسطيني من نيل كافة حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكّدت الرياض ضرورة المحافظة على سيادة لبنان وسلامته الإقليمية، كما أكّدت وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني في مواجهة تداعيات الأحداث الراهنة، وضرورة الحد من تبعاتها الإنسانية.
ودعت المملكة، المجتمع الدولي، إلى الاضطلاع بمسؤولياته تجاه حماية الأمن والسلم الإقليميين؛ لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب ومآسيها.