قال الباحث المتخصص في العلاقات الدولية، أحمد الأنصاري: إن جميع المراقبين والمحللين ينظرون لمحاولات الديمقراطيين ورئيسة مجلس النواب عزل دونالد ترامب؛ بأنها عملية فاشلة تستهدف زعزعة ثقة الناخب الأمريكي في رئيسه، والتأثير في فرصة نجاحه لتولي فترة رئاسية أخرى، وفي المقابل زيادة حظوظ منافسه المحتمل من الديمقراطيين، بايدن.
وأضاف "الأنصاري"، في برنامج "زوايا الحدث"، على إذاعة جدة؛ أن "الديمقراطيين يتهمون الرئيس الأمريكي بابتزاز نظيره الأوكراني للتحقيق في اتهامات ضد ابن المرشح الديمقراطي جون بايدن، برشوة مسؤولين أوكرانيين مقابل صفقات أسلحة يتم تقديمها مجانًا، وهي اتهامات ضعيفة لن ترقى إلى عزل الرئيس الأمريكي".
وتابع: أن "ما يحدث لن يؤثر على شعبية ترامب؛ لأن الناخب الأمريكي لا يهمه مثل هذه القضايا المثارة، ولكن الوظائف والاستثمارات وانتعاش الاقتصاد الأمريكي".
ورأى أن شعبية ترامب كبيرة لدى الرأي العام الأمريكي، بسبب الإصلاحات الاقتصادية الهامة التي نجح ترامب في تحقيقها، وأعادت أمريكا إلى المسار الصحيح لتصبح الاقتصاد الأكبر والمؤثر على مستوى العالم.
وأشار إلى أن "ترامب حقق طفرة اقتصادية قوية لتتبوّأ أمريكا الصدارة في الاقتصاد العالمي، ومن ذلك الحرب التي شنها ضد الصين، والتي انتهت بتركيع الأخيرة وطلبها عقد اتفاقيات جديدة".
وأوضح الأنصاري أنه مع مطلع شهر نوفمبر ابتدأت الجلسات العلنية لعزل ترامب في مجلس النواب أمام أجهزة الإعلام؛ لإطلاع الرأي العام الأمريكي عليها، وقبلها كانت هناك جلسات سرية تم فيها استجواب الشهود".
واستطرد قائلًا: "بعد انتهاء الجلسات العلنية سيتم الرفع إلى مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، والذي سيقوم بدوره بإعادة التحقيق مع الشهود، وفي حال موافقته على مبدأ عزل الرئيس الأمريكي سيتم رفعه إلى لجنة الشؤون القضائية، وفي حال موافقتها سيتم الرفع إلى القضاء وإصدار أمر بعزل ترامب من منصبه".
وتوقع أن تأخذ الإجراءات فترة طويلة، وأنها لن تنتهي قبل عام 2020؛ حيث موعد الانتخابات الرئاسية الجديدة.
ونوه إلى أن "ترامب انتقد أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين بأنهم لا يدعمونه؛ فسارع البعض بشن حملة ضد مجلس النواب، وشكّلوا مجموعة ذهبت للاحتجاج على قرار مساءلة الرئيس الأمريكي والمطالبة بعزله، والتجهيز لملف قوي للدفاع عن رئيسهم الذي يمثلهم في البيت الأبيض".
واستشهد "الأنصاري" بقضية الرئيس الأمريكي السابق كلينتون، الذي تعرّض لمحاولات لعزله بعد الفضيحة الأخلاقية، مشيرًا إلى أنه جرى إصدار قرار بعزل كلينتون، ولكن لم يتم تنفيذ القرار نتيجة اعتراض عدد كبير من الأعضاء وقتها.