"هدايات قرآنية 27".. "مُكبًّا على وجهه ويمشي إلى النار" وصفٌ إلهي يُلخص هوان الكافر بالدنيا والآخرة

ضمن حلقات "سبق" الرمضانية حول أسرار ومعجزات القرآن الكريم مع الباحث "الذكري"
"هدايات قرآنية 27".. "مُكبًّا على وجهه ويمشي إلى النار" وصفٌ إلهي يُلخص هوان الكافر بالدنيا والآخرة
تم النشر في

المتدبّر للأمثال في القرآن الكريم يتأمل وصفها لحال الكافر وهوانه على الله، سبحانه، في جميع أحوال حياته، لاسيما يوم القيامة، ووصف الله حاله كمن يمشي مُكبًّا على وجهه ولا يعرف طريق الحق والنجاة، كما تناولت الرسائل الإلهية جانبًا آخر، ووصفت حال المؤمن وكرم الاستقرار والهداية القلبية والسعادة الأبدية له في الدنيا والآخرة.

"سبق" وعبر برنامجها الرمضاني "هدايات قرآنية"، تستضيف طوال الشهر الكريم، الباحث الشرعي في الدراسات القرآنية "محمد الذكري"، وتستنبط منه بعضًا من أسرار ومعجزات القرآن الكريم، وتُقدّمها للقارئ عبر سلسلة ومضات يومية لمختارات من بلاغات الإعجاز الإلهي في الأمثال القرآنية.

مُكبًّا على وجهه

بدأ ضيفُ الحلقة "الذكري" حديثَه بقوله تعالى: "أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"؛ قال ابن كثير رحمه الله: "هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر، فالكافر مثله فيما هو فيه، كمثل من يمشى مكبًّا على وجهه، أى: يمشى منحنيًا لا مستويًا على وجهه؛ أى: لا يدرى أين يسلك، ولا كيف يذهب، بل هو تائه حائر ضالّ، أهذا أهدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا، أي: منتصب القامة، عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ، أي على طريق واضح بيّن، وهو في نفسه مستقيم وطريقه مستقيمة.

يمشي إلى النار

وأضاف "الذكري": هذا مثلهم في الدنيا، وكذلك يكونون في الآخرة؛ فالمؤمن يحشر يمشي سويًّا على صراط مستقيم.. وأما الكافر فإنه يحشر يمشي على وجهه إلى النار". وعند البخاري في "صحيحه": "أنَّ رَجُلًا قالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، كيفَ يُحْشَرُ الكَافِرُ علَى وجْهِهِ؟ قالَ: أليسَ الذي أمْشَاهُ علَى الرِّجْلَيْنِ في الدُّنْيَا قَادِرًا علَى أنْ يُمْشِيَهُ علَى وجْهِهِ يَومَ القِيَامَةِ؟ قالَ قَتَادَةُ: بَلَى وعِزَّةِ رَبِّنَا".

هوان الكافر

وعن الفوائد المستنتجة، قال الباحث الشرعي في الدراسات القرآنية: هوان الكافر على الله في جميع أحوال حياته، وخاصة يوم القيامة "وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ"، "خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ". ولمّا طلبوا الخروج منها "رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ"؛ جاءهم الرد: "قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُون"، والواحد منهم في حالة كئيبة كما وصفها الله: "لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ". نسأل الله حسن العاقبة.

وأتبع حديثه: كرم المؤمن عند ربه فهو في استقرار قلبي "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب"، "وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ"، فقلبه عامر بالإيمان فاهتدى قلبه للحق وهدأ واطمأن وسعُدَ في الدنيا قبل الأخرة، ويوم لقاء الله "تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا"، "ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ".

صراط ونار

وواصل الباحث "الذكري" حديثه عن الفوائد: تفاضل الناس في الأعمال والمراتب عند الله، والعاقل الحصيف هو من بادر قبل أن يُبادر، واستعدّ قبل الرحيل. وكذلك التمسك بالصراط المستقيم نجاة وعصمة وفلاح: نجاة من الهموم والغموم، وعصمة من الهوى والشيطان، وفلاح في الدنيا والأخرة، فتمسك به بتطبيق تعاليم الإسلام وما في القرآن والسنة تجد جنةً من الرضا والفوز قبل نعيم الآخرة.

وختم الباحث الشرعي في الدراسات القرآنية حديثه عبر "سبق"، بقوله: من ثبت على الصراط المستقيم في هذه الدنيا ثبت حال عبوره الصراط الذي أسفله نار جهنم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org