أكد مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة "جيديا"، عبدالله العثمان، أن قطاع المدفوعات يبدو أنه ماضٍ قدماً في طريقه نحو التغيير الشامل، مع بروز مؤشرات قوية على تنامي المدفوعات عبر المنصات الرقمية أولاً، ولا سيما بعد أن أثبت عام 2021 أن التحول في سلوك المستهلك نحو المعاملات الرقمية لم يكن مؤقتاً، وإنما كان تطوراً طبيعياً ودائماً نحو الأفضل.
وقال "العثمان": بدون شك سيشهد عام 2022 وما بعده، استمرار تأثير التقنيات المالية الحديثة، مثل مزودي المحافظ الإلكترونية والحلول التي تدعم رموز الاستجابة السريعة (QR codes)، في تسريع الخطى بعيداً عن المدفوعات النقدية، وسيكون للتحويلات "من حساب إلى حساب" أيضاً دور متزايد في مجال هذه المدفوعات، وبالرغم من هيمنة البطاقات اللاتلامسية على المعاملات في المتاجر؛ سيزداد الاعتماد على محافظ وتطبيقات الهاتف المحمول، مثل "آبل باي" Apple Pay، التي ستمهد الطريق لمزيد من الابتكار.
وأضاف: الطلب على المدفوعات الرقمية سيتعزز مع شعور المستهلكين المتزايد بالارتياح الكبير من حلول عديدة مثل التجارة الإلكترونية التي من المتوقع أن تنمو في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا بمعدل سنوي مركب يصل إلى 18.4%، وكي تنجح الشركات في الحفاظ على عملائها ومكانتها، لا بد أن تولي اهتماماً لما يفضله المستهلك، وتراقب عن كثب تطور التكنولوجيا، واللوائح والأنظمة، والتوجهات القائمة مثل الخدمات المصرفية المفتوحة التي ستغير وجه التجربة.
إقبال المستهلكين في المنطقة على المعاملات الرقمية وهيمنة الاقتصاد غير النقدي
وأردف "عثمان": حلول التكنولوجيا المالية عززت حضورها القوي في عالمنا حتى أصبح الجميع معتاداً عليها أكثر من أي وقت مضى، نظراً لما تقدمه للمستهلك من راحة، وسرعة، وأمان، وباتت حلول، مثل تقنية “تاب أون فون" التي كنا رواداً في إدخالها إلى جميع أنحاء المملكة في وقت سابق من هذا العام، في حالة نمو مطرد من حيث الحجم الإجمالي ومستوى التطور، ولم يكن مستغرباً ما شهدناه من زيادة كبيرة في الطلب على الحلول الرقمية على مدار العامين الماضيين، إذ أننا نجحنا بالفعل في استقطاب الكثير من العملاء الجدد الباحثين عن هذه الحلول.
وتابع: مع الإقبال الواسع للناس على التجارة الإلكترونية، نعتقد أن الطلب على السلع والخدمات سيرتفع كثيراً، مما سيؤدي إلى معدلات نمو كبيرة خلال السنوات المقبلة. وهذه العوامل مجتمعة تحتم على الشركات، لا سيما تلك العاملة عبر الحدود، تعزيز استثماراتها في الاستراتيجيات الرقمية، بدلاً من التمسك بالمدفوعات النقدية أو الوسائل التقليدية مثل الشيكات، وبالرغم من استبعادنا حالياً لفكرة الاستغناء التام عن النقد؛ إلا أن المعاملات الرقمية تواصل تعزيز مكانتها وهيمنتها على اقتصادات المنطقة.
دور التجارة الإلكترونية في تغيير طبيعة المعاملات الرقمية
وقال مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة "جيديا": أحدثت التجارة الإلكترونية بنموها المتسارع ثورة في طريقة تسوق الناس وتفاعلهم مع الشركات، ومهدت الطريق لتجارب تسوق أكثر ملاءمة وكفاءة، وعززت الثقة بين المشتري والبائع، ونتوقع استقطابها لأعداد كبيرة من المستهلكين بعد أن أصبحت تجربة التسوق أكثر تنوعاً وشمولاً. وعلى سبيل المثال، سيؤدي الاستخدام المتنامي لتقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي إلى تمكين المستهلكين من التحقق من المنتجات على نحو أكثر تفصيلاً عن ذي قبل، دون التهاون بموضوع ملاءمتها، وإضافة إلى ذلك، نشهد اليوم حرص بعض منصات التجارة الإلكترونية على تزويد المستهلك بمزيد من المعلومات عن طبيعة المنتجات وأثرها في "الحفاظ على البيئة"، بما في ذلك طرق تصنيعها، والمواد المستخدمة في عمليات التصنيع وغيرها.
وأضاف: لهذه التوجهات انعكاسات إيجابية محتملة على التجربة بأكملها بحيث تجعلها أكثر اتساعاً من ذي قبل، وبالتالي ستؤدي إلى تعزيز المدفوعات الرقمية في منظومة العمل، وتهيئة أجواء التنافس من أجل الابتكار في هذا المجال، حيث ستتسابق شركات التكنولوجيا المالية لتقديم منتجات وخدمات ذات جودة عالية للعملاء.
دور الخدمات المصرفية المفتوحة في الارتقاء بتجارب العملاء
وأردف "عثمان": أدركت المملكة العربية السعودية أهمية تطوير الخدمات المصرفية المفتوحة، وعملت بالفعل على خلق إطار مصرفي مفتوح سيبدأ العمل به في عام 2022، وقد حذت العديد من البلدان الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حذوها. وتعد الخدمات المصرفية المفتوحة وسيلة آمنة لمنح المزودين إمكانية الوصول إلى معلومات وبيانات المستهلك، كما أن آلية عملها مصممة لجذب المزيد من المنافسة والابتكار إلى منظومة الخدمات المالية في أسواق اليوم، فعلى سبيل المثال، سيتمكن المستهلكون في المملكة من الوصول إلى منتجات جديدة، وأسعار أكثر تنوعاً لكل منتج، وسيكون لديهم القدرة على مشاركة أجزاء البيانات التي يحتاجون إليها للوصول إلى الخدمة التي يرغبون بها، وبالنسبة للشركات، سيساعدها ذلك على إنشاء منظومة عمل تدفع الابتكار قدماً، وتمنح العملاء تجارب أكثر خصوصية، فضلاً عن توليد رأس مال استثماري إضافي لشركات التكنولوجيا المالية في المنطقة، مما يمنحها المزيد من الفرص للتوسع عالمياً.
"جيديا" تعزز قطاع المدفوعات الرقمية في المنطقة
وأشار إلى أنه، في غضون ذلك، تواصل شركة جيديا، الرائدة في تزويد خدمات وحلول المدفوعات الرقمية في المملكة العربية السعودية، مشاركتها الواسعة في تطوير المجتمع غير النقدي في البلاد، وذلك تماشياً مع أهداف المملكة في تطوير المعاملات غير النقدية لتصل نسبتها إلى 70% بحلول عام 2030.
وقال "عثمان": تعمل الشركة بجد على تنويع أنشطتها عبر سلسلة القيمة من خلال التوسع برخص نقاط البيع، بهدف الحصول على ترخيص "مؤسسة أموال إلكترونية"، وتقديم مجموعة من الحلول القائمة على "البرمجيات كخدمة" (SaaS) و"التسجيل كخدمة" (LaaS) ذات القيمة المضافة.
وأضاف: طورت الشركة أخيراً حلاً لتقديم تمويل القروض وخدمات السداد للشركات الصغيرة والمتوسطة في المملكة، والذي أتاح للشركات القادرة على السداد التلقائي لقروضها عبر أجهزة نقاط البيع الطرفية، تخصيص نسبة مئوية أو جزء من إيراداتها الشهرية لسداد قروضها، وذلك استناداً إلى تقنية "تاب أون فون" التي أطلقتها الشركة في وقت سابق من هذا العام، والتي تساعد الشركات على تحويل هواتفها الذكية إلى محطات نقاط بيع كاملة، وبالتالي المضي قدماً في تحقيق رؤيتنا في جعل تقنيات الدفع في متناول الجميع، وبأسعار معقولة، وتلقائية للشركات الصغيرة والمتوسطة.