
تتميز العلاقات السعودية العمانية بعمق تاريخي مبني على التطوير والتقدم بشكل ملحوظ, وتسعى قيادة البلدين على تطوير هذه العلاقات لمستويات أعلى تصب في مصلحة مواطني البلدين اقتصاديًا وخدمياً ومن نواحٍ عدة.
وتضفي اتفاقيات مجلس التعاون الخليجي دعمًا لمسيرة التعاون بين البلدين الذين يتخطيان الظروف الإقليمية المحيطة وتعمل قيادتاهما على دفع العلاقات الأخوية بين البلدين والتي ستصب في مصلحة المواطن الخليجي بشكل عام, لكون تلك الخطوات تحدث بين أكبر بلدين من حيث المساحة والتعداد السكاني وتحتل عمان المركز الثاني بعد السعودية.
وتمتد الحدود السعودية مع عمان على مسافات برية طويلة جداً وهو من العوامل التي تميز العلاقات بين البلدين وتصعد بأهميتهما لبعضهما, إذ بدأت السعودية اغتنام فرصة الحدود البرية على الرغم من بعد المسافات وطولها, بعمل طريق بري يشق المنطقة الصحراوية الرابطة بين البلدين.
وأعلنت وزارة النقل في وقت سابق قرب انتهاء الطريق الرابط بين البلدين والذي يقارب 600 كلم وسيخدم زوار المملكة من الجانب العماني سواء للحج والعمرة أو غير ذلك, ويعتبر هذا المشروع من واقع سعي القيادة للتسهيل على مواطني البلدين أيضًا، حيث يقصد السعوديون سلطنة عمان للزيارات والنزهة، وسيسهم الطريق في زيادة حجم التبادلات التجارية بين البلدين وتسهيل حركة التبادل التجاري، لتستفيد من اتفاقية حرية التنقل بالسلع بين دول مجلس التعاون الخليجي، حيث بلغ التبادل بين البلدين خلال العام الماضي نحو 9 مليارات ريال.
واستفاد مواطنو البلدين من الاتفاقيات التي وقعها البلدان في إطار مجلس التعاون الخليجي, من ناحية حرية التنقل مما يسهل على المواطنين الخروج والدخول للبلدين بحرية تامة لأغراض الزيارات العائلية أو السياحة والحج والعمرة, ليأتي ذلك ضمن دعائم الدفع بعلاقات البلدين نحو مراحل متقدمة, في حين أن ذلك يسهم في تحقيق مزيد من الترابط الشعبي والمكاسب الاقتصادية.
والكثير من المؤشرات تؤكد على وجود فرصة للارتقاء بالتعاون المشترك بين البلدين, من جانب حرية التنقل للأفراد والسلع، نظرًا لعوامل الترابط السياسي الاجتماعي والجغرافي والديموغرافي والأيدلوجي أيضًا، وكذلك تقارب اقتصادي, وهو ما تسعى له قيادة البلدين لتحقيق المزيد من التقدم في العلاقات.
وتؤكد على ذلك المواقف التي ساندت فيها السعودية عمان إلى مواقف سجلت فيها عمان تأييدها لقرارات سعودية أو مواقف سعودية، وكذلك التوافق تجاه عدد من القضايا الإقليمية والعالمية, ويأتي ذلك نابعًا من عمق العلاقات بين البلدين.
وفي احتفال سلطنة عمان حاليًا بالذكرى الـ48 "اليوم الوطني", يشارك السعوديون أشقاءهم العمانيين, فرحتهم مهنئينهم بهذا اليوم ويتمنون لهم دوام الأفراح, عبر منصات مواقع التواصل أو وسائل الإعلام وغيرها من الوسائل, في مشاهد تبين مدى عمق العلاقات.