نجح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم، في إجراء عملية جراحية دقيقة ومعقدة لطفلة تبلغ من العمر 5 سنوات، عانت منذ ولادتها من نمو ورم سرطاني من النوع النادر جداً، ضاغط على العصب السابع بالدماغ، مسبباً تشوه في شكل الوجه. ذكر ذلك الدكتور هاني الجهني استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري الحاصل على البورد الفرنسي رئيس الفريق الطبي المعالج.
والذي أضاف أنه فور وصول الطفلة بصحبة والدها، تم إجراء الفحص السريري والإطلاع على تاريخها المرضي، واتضح أنها خضعت في العام الأول من عمرها لجراحة استئصال جزئي للورم، وفي السنة الرابعة ازداد حجم الورم ، وبدأت الطفلة تشعر بآلاماً في الرأس صاحبه تغير في شكل الوجه، وعدم القدرة على الاحساس بالفكين والأسنان عند المضغ، بالإضافة إلى إصابتها بشلل في العصب السابع وصداع مزمن مع ضُعف في التركيز.
وقال رئيس الفريق الطبي أنه تم إجراء فحوصات بالرنين المغناطيسي (M.R.I) والأشعة المقطعية (C.T Scan)على كامل منطقة الدماغ، لتشخيص حالة الأنسجة الضامة والتكوين العظمي ، بالإضافة إلى الفحص النووي للأورام والتحاليل المخبرية، وقد كشفت النتائج عن وجود ورم سرطاني نشط بطول 8 سم من النوع النادر جدأ، ضاغط على العصب السابع بالوجه محدثاً شللاً له، وهو الأمر الذي فسر الأعراض التي لحقت بالطفلة.
مفيداً بأن الفريق الطبي عقب دراسته لنتائج الفحوصات، قرر التدخل الجراحي العاجل ، وذلك للحيلولة دون إصابة الطفلة بمزيد من المضاعفات ، وبعد اتخاذ التدابير اللازمة، تم إخضاعها لعملية دقيقة استغرقت 6 ساعات متواصلة تحت التخدير الكامل، وباستخدام أجهزة المراقبة العصبية، بالإضافة إلى تقنيات الملاحة العصبية المتطورة "Neuronavigation" والتي تتيح الدقة العالية والأمان التام أثناء إجراء العملية، وأثناء الجراحة تم تحرير الورم من تشابكه مع عصب الوجه السابع بالدماغ واستئصاله بالكامل، ومن ثم إعادة تشكيل عظم الوجه ، ثم نقلت للعناية المركزة (I.C.U) مع وضعها تحت المراقبة الحثيثة لمدة 3 أيام.
وقال الدكتور هاني الجهني أن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح التام ، إذ بينت المؤشرات الحيوية للطفلة تحسن حالتها بصورة ملحوظة، وقد انتهت لديها الأعراض السابق ذكرها وخاصة الألم والصداع، كما أنها بدأت تشعر بفكيها واستطاعت تناول الطعام والشراب بصورة طبيعية، وقد تلقت رعاية طبية فائقة على مدار 4 أيام بقسم التنويم، ثم خرجت بعدها وهي بصحة جيدة ولله الحمد.