في أوقات الأزمات دائمًا ما تلعب المملكة العربية السعودية دورًا مهمًّا في مد يد العون؛ لتضرب مثالاً يُحتذى به في الإنسانية، وهو ما ظهر في العديد من المواقف المشرفة التي اتخذتها البلاد، وآخرها المساعدة في إجلاء المواطنين السعوديين وعدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من جمهورية السودان إلى السعودية.
وكانت اشتباكات دامية قد اندلعت الشهر الماضي بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، الشهير باسم "حميدتي"، في العاصمة السودانية الخرطوم، ومدن أخرى، وسط دعوات دولية لوقف المعارك.
وفي بيان قالت وزارة الخارجية: "إنفاذًا لتوجيهات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بمتابعة ورعاية مواطني السعودية في جمهورية السودان، تعلن وزارة الخارجية السعودية بدء ترتيب إجلاء المواطنين السعوديين وعدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من جمهورية السودان إلى السعودية".
كما ساهمت وزارة الداخلية ممثلة في المديرية العامة للجوازات، والمديرية العامة لحرس الحدود، والأمن العام، في تسهيل إنهاء إجراءات المواطنين ورعايا الدول الشقيقة والصديقة، وتسهيل انتقالهم لأماكن إقامتهم قبل المغادرة إلى بلدانهم عبر منافذ السعودية.
وكان من بين مواكب الإجلاء البحري وصول السفينة "أمانة" إلى قاعدة الملك فيصل في جدة قادمة من بورتسودان تحت حماية القوات البحرية السعودية، وعلى متنها 1687 شخصًا من 58 جنسية، وكان في استقبالها عدد من المسؤولين والسفراء وممثلي بعض البعثات الدبلوماسية.
سفينة الإجلاء هذه أقلَّت 46 أمريكيًّا و40 بريطانيًّا و11 ألمانيًّا و4 فرنسيين و13 سعوديًّا، كما أقلت أيضًا 560 إندونيسيًّا و239 يمنيًّا و198 سودانيًّا و26 تركيًّا.
وفي هذا السياق عبَّرت العديد من دول العالم، إضافة للمنظمات، عن امتنانها، ووجّهت الشكر والتقدير لحكومة المملكة العربية السعودية على دورها في نقل الرعايا من السودان حفاظًا على سلامتهم.
وقد أعربت سفارة السودان بالسعودية عن تثمينها لجهود السعودية، ودورها في إجلاء الرعايا الأجانب من البلاد، والوصول للهدنة الحالية.
وقال القائم بأعمال سفارة السودان بالسعودية في حديث مع قناة "العربية": "نشكر السعودية لتوفير السكن للسودانيين العالقين".
وأكدت الخارجية الأمريكية أن السعودية تقود جهود الإجلاء من السودان، مُوجِّهة الشكر إلى السعودية لجهودها في إجلاء الرعايا الأمريكيين.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن واشنطن تحدثت مع شركائها في مصر والسعودية والإمارات من أجل وقف إطلاق النار في السودان.
أما الرئيس الأمريكي، جو بايدن، فقد أشاد بعملية إجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين من العاصمة السودانية الخرطوم، وقال في بيان له: "نفَّذ الجيش الأمريكي، بناء على أوامر مني، عملية لإخراج أفراد الحكومة الأمريكية من الخرطوم. أشكر جيبوتي وإثيوبيا والمملكة العربية السعودية، التي كانت مساعدتها حاسمة لنجاح عمليتنا".
ومن جانبه، ثمّن وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال اتصال هاتفي مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، دور السعودية في عملية إجلاء رعايا دولة الإمارات، والعديد من دول العالم، من السودان إلى السعودية.
وشكر وزير الخارجية الإماراتي نظيره السعودي على المساعدة في إجلاء مواطنين إماراتيين من السودان، مشيدًا بالجهود البارزة التي تقوم بها الرياض في تنفيذ عمليات الإجلاء بالتعاون مع مختلف الدول، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الإمارات "وام".
كما تلقى وزير الخارجية، الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، اتصالاً هاتفيًّا من رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر، محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، عبَّر خلاله الأخير عن تهنئته بنجاح عملية إجلاء المواطنين السعوديين وعدد من مواطني الدول الشقيقة والصديقة من جمهورية السودان إلى السعودية، معربًا عن شكره على إجلاء عدد من المواطنين القطريين إلى جانب أشقائهم من الدول الأخرى.
وقدَّم سفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى السعودية، بارك جون يونغ، الشكر إلى السعودية لجهودها الحثيثة في إجلاء الرعايا الكوريين من السودان.
وقال السفير الكوري في تصريحات إلى قناة "الإخبارية" إن السعودية بلد يدعم الإنسانية، موضحًا أنه لا يستطيع التعبير عن مشاعره بسبب هذه المجهودات، ونقل الرعايا الكوريين من السودان إلى السعودية.
وكذلك رحَّب رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، بجهود مصر والسعودية وتركيا لإجلاء الباكستانيين المحتجزين في السودان، وشكرهم على جهودهم في هذا الصدد.. وأكد في بيان له أنه يشرف بنفسه على عملية الإجلاء؛ لضمان عودة المواطنين بأمان بعد تدهور الوضع الأمني في السودان.
وفي السياق نفسه، قدَّم وزير خارجية بنجلاديش، الدكتور أبوالكلام عبدالمؤمن، شكره للمملكة على إجلاء رعايا بلاده من السودان. وقالت سفارة السعودية لدى بنجلاديش عبر حسابها في "تويتر": إن وزير الخارجية البنجلاديشي، الدكتور أبوالكلام عبدالمؤمن، عبَّر في رسالة للأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وللقيادة الرشيدة، عن شكره وتقديره على ما قامت به السعودية من جهود في إجلاء المواطنين البنجلاديشيين من جمهورية السودان.
وكذلك وجَّهت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الليبية الشكر إلى المملكة العربية السعودية على جهودها ودعمها لعمليات إجلاء المواطنين الليبيين من السودان، وتسهيلها عودة الجالية إلى ليبيا عبر أراضيها.
وثمَّنت حكومة الوحدة الوطنية دور وجهود المملكة العربية السعودية (عضو الرباعية الدولية المعنية بالسودان) في دعمها لعمليات الإجلاء، إضافة إلى تنسيق إجلاء رعايا عرب وأجانب من الخرطوم إلى بلدانهم مرورًا بالمملكة العربية السعودية.
كما أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا عن بالغ امتنانها وعرفانها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على توجيهاته التي أصدرها بشأن تقديم يد العون والمساعدة الإنسانية لإجلاء أبناء الجالية الليبية في السودان ضمن جهود السعودية في إجلاء رعاياها ورعايا عدد من الدول، بينهم المواطنون الليبيون الموجودون في السودان.
وعلى الجانب الآخر، قالت وزارة الخارجية السورية في بيان إن "السفارة السورية في الخرطوم قامت منذ اندلاع الأحداث في السودان بتسجيل قوائم بأسماء المواطنين الراغبين بالإجلاء، بالتعاون مع عدد من أبناء الجالية". معلنة أنه "تم بمساعدة الأشقاء في السعودية إجلاء المئات من السوريين الراغبين من مدينة بورتسودان التي وصل إليها فريق من السفارة، وتم إجلاء العشرات بمساعدة الأشقاء من الأردن والجزائر".
وأضافت: "سوريا تتوجه بالشكر لهذه الدول العربية الشقيقة على جهودها الإنسانية المثمرة، كما تتوجه بالشكر لروسيا الاتحادية الصديقة لمساعدتها القيمة بهذا الإطار".