
تمكن أحد المستشفيات الخاصة بالخبر، في عملية نادرة ودقيقة، من إجراء عملية استئصال ورم من البنكرياس والكبد، لمريض خمسيني، أصيب بورم خبيث من نوع الأورام العصبية الصمَّاوية "neuroendocrine tumor".
وكان الورم قد أصاب الاثنى عشر والبنكرياس، حتى وصل إلى الفص الأيمن من الكبد.
وكان المريض تحت العلاج الكيماوي، لمدة أربع سنوات، ودون أمل في استئصال الورم، حسب تقييم عدد من أطباء الأورام والجراحين.
وقالت أستاذة جراحة الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية وزراعة الأعضاء بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل الدكتورة حنان الغامدي، التي أجرت العملية: إنه بعد معاينة الحالة المرضية كان هناك أمل في الاستئصال الكامل والسيطرة على الورم مع احتمال الشفاء للمريض.
وأضافت، أنه تم تجهيزه على مرحلتين، أولاً أجريت له قسطرة تداخلية لسد الشريان البابي الأيمن للفص الأيمن للكبد، بواسطة أستاذ الأشعة التداخلية د. بندر الظفيري.
وذلك لصرف التروية الدموية من الفص الأيمن إلى الفص الأيسر للكبد، حتى ينمو من نسبة 35% من حجم الكبد إلى نسبة أكبر تتحمل العمل بشكل طبيعي بعد استئصال الجزء الأيمن للكبد، والذي يمثل 65% من حجم الكبد في وقته.
وبعد ستة أسابيع ومع التضخم المرغوب في حجم الفص الأيسر للكبد أجريت العملية.
وأضافت: "بدأنا الجراحة باستئصال الفص الأيمن للكبد وبعدها تم استكمال الجزء الثاني من العملية باستئصال كامل الورم من الاثني عشر ورأس البنكرياس "عمليه ويبل، Whipple operation"، وإجراء توصيلة تحت الميكروسكوب بين قناة البنكرياس والأمعاء الدقيقة، وتوصيلة للقنوات المرارية بالأمعاء الدقيقة، وتوصيله ثالثة للمعدة، وتشريح الغدد الليمفاوية؛ بما أن الورم كبير ومنتشر وقريب من الشريان البابي والشريان الكبدي".
وأشارت الدكتورة "الغامدي" إلى أن المريض تعافى بعد العملية بشكل مثالي، وخرج بعد 12 يومًا من العملية وهو بكامل اللياقة.
وتمت متابعة المريض لمدة أربعة أشهر، وأجريت له أشعة مقطعية أكدت الاستئصال الكامل للورم ونمو الفص الأيسر من الكبد لحجم شبه طبيعي، ولم تحدث أي مضاعفات.
وأظهرت نتائج إنزيمات الورم عودتها للمستوى الطبيعي، والحمد لله، ويتمتع المريض الآن بكامل الصحة وفي أتم السلامة.