رفع سماحةُ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ؛ التهنئةَ المقرونة بصادق الدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسموّ ولي عهده الأمين، حفظهما الله، بمناسبة ذكرى يوم التأسيس للمملكة، سائلًا الله أن يعيد هذه المناسبةَ الغالية على بلادنا وقيادتنا أعوامًا مديدة، وهي تنعم بالتقدم والرقي والأمن والأمان.
وقال سماحته: "إن يوم التأسيس يمثّل عمقًا وطنيًّا فريدًا بما يمثّله من التصاق بتاريخ تأسيس الدولة السعودية الممتدّ قبل ثلاثة قرون لهذه الدولة، التي أرست منذ ذلك التاريخ ركائز السلم، والاستقرار، والأمن، والأمان، وتحقيق العدل والسلام؛ حيث يمثَّل الاحتفاءُ بهذا اليوم في حقيقته احتفاءً بتاريخ أمة، وتلاحم شعب صمد أمام كل التحديات والصعوبات ليصل بفضل الله ثم بفضل قيادته وشعبه اللذين شرفهما الله، عز وجل، بحماية بيته الحرام؛ لتصل إلى ما وصلت إليه من عزّ واستقرار وسمو".
وأكّد سماحته أن هذا التاريخ الممتدّ يروي في طياته قصصَ مجدٍ، ودروسًا وعبرًا وعظات وتضحيات قدمها رجال أوفياء، وشخصيات ضحت بالكثير ليتجسد حلم هذه الدولة واقعًا كمرحلة عظيمة، ودولة يشار لها بالبنان تعيش حضارة كبيرة، وتسير وفق رؤية مباركة، تتفوّق على دول متقدمة، ولتحقق في وقت قياسي، بفضل الله، منجزات استغرقت أضعاف ذلك الوقت في غيرها من الدول الأخرى حتى الكبرى منها.
وتوجّه سماحته بالدعاء لله سبحانه وتعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وأن يسدّد جهودهما لما فيه صالح البلاد والعباد، لمواصلة هذه النهضة الشاملة، والرؤية المباركة لخير الإنسان والمكان، وخدمة أبناء هذا الوطن، وتقديم صورته، وفق رؤية وطنية مستنيرة عملوا، وما زالوا، يعملون عليها بكل صدق وأمانة.
ودعا سماحتُه أبناءَ هذا الوطن إلى استذكار تلك النعم واستشعارها، والدعاء لولاة أمر هذه البلاد الطاهرة، الذين نذروا أنفسهم لخدمة دينهم ووطنهم، سائرين على مبادئ ثابتة، منذ نشأتها وضمن أولوية لخدمة هذا الدين القويم، ونشر قيمه النبيلة التي منحت الخير للبشرية دون استثناء، وأن يتوجوا ذلك بالعمل بإخلاص في سياق هذه الإنجازات مستلهمين تضحيات الأجداد، والتي تعكسها هذه المناسبة التاريخية، داعيًا الله، عز وجل، أن يديم على هذه البلاد الطاهرة نعمةَ قيادتها الرشيدة، وأمنها وأمانها، وعزّتها ورفعتها، واستقرارها ورخائها لما فيه صالح الإسلام والمسلمين والإنسانية كافة.