يبدو أن الحجر المنزلي الذي نشهده حاليًا بسبب جائحة كورونا كان سببًا في احتدام المنافسة الكبيرة بين فئتَي الذكور والإناث في أبرز حدث في تويتر خلال الأيام الماضية؛ ليصل في سويعات قليلة إلى مليون ونصف المليون مشاركة للحساب المسمى "أبو قحط"، وأكثر من مليونَي مشاركة للحساب المسمى "مرزوقة"؛ إذ دخلت في المنافسة أندية رياضية شهيرة، وممثلون وممثلات، ولاعبو كرة، وشخصيات اجتماعية بارزة؛ ليكون للمتنافسَيْن الكعكة الأكبر من عدد رواد تويتر.
البعض يفسِّر ذلك بجوانب نفسية تعبيرًا عن الذات؛ ليقول وهو متكئ في منزله "أنا موجود.. أنا هنا". والبعض للتسلية والترفيه، وآخرون للتعاطف الذكوري أو الأنثوي.
المتنافسان تقدَّما بصورتَيْن، التقطاها عن طريق الجوال، إحداهما لدلة ونار، والثانية لقهوة وقت الغروب. والصورتان أقل من عاديتَيْن من حيث المستوى في دقتهما ونقائهما، واختيار زاويتَي التقاطهما، والفنيات التي يعرفها المصورون المحترفون. كما أن مبلغ الجائزة لم يكن مغريًا أبدًا؛ إذ خصص معلن الجائزة خمسمائة ريال فقط؛ فالمبلغ لم يكن دافعًا لكثير من المصورين إلا أن التفاعل حدث بين "مرزوقة وأبي قحط" بشكل يحير العقول؛ وهو ما يؤكد أن العالم ينحصر في جهاز ذكي، يقلِّبه الفرد كيفما شاء.
وهنا اختلفت انطباعات المغردين والقريبين منهم من أفراد عوائلهم، بحسب مستوى الوعي، والفئة العمرية: الأطفال مسرورون ومؤيدون ويهنئون المتسابقَيْن بما نالاه من لايكات وإعجابات. الشابات والشباب انحازوا بحسب النوع. ويمكن تحليل ذلك من خلال الإعجابات. وأضحت المنافسة بين الذكور والإناث لتكون النتيجة في صالح مرزوقة. الفئة العمرية الأكبر أُصيبوا بالدهشة؛ ففي سويعات قلائل انهالت الإعجابات واللايكات من أندية أوروبية شهيرة، وفنانين وممثلين، ولاعبين مشهورين، وشخصيات مرموقة. ذلك الإعجاب ليس من أجل تقييم الصورتين، بل الميل نحو النوع. وكان الانقسام إما نحو الرجال، أو نحو النساء.
ولما كانت النساء أكثر عاطفة بحكم تكوينهن النفسي فقد تغلبن. وأظن لو زاد عدد اللايكات لأبي قحط حتمًا ستكون الغلبة لهن؛ لأنهن مُصرات؛ وبالفعل فزن بفارق كبير.
والبعض عبَّر عن سروره بهذا التنافس الذي أضفى مساء لطيفًا في واحدة من ليالي رمضان المبارك. والبعض وعد بتقديم هدايا لهما. والبعض اعتبر ذلك تضييعًا لوقت مهم، يمكن الاستفادة منه في الصلاة والدعاء.
وبما أنهما نالا شهرة سريعة جدًّا، وفي سويعات وجيزة، نأمل منهما أن يقدِّما رسالة أخلاقية؛ فالمشاهير، سواء في تويتر أو سناب أو انستنغرام، لهم تأثيرهم السحري على الأطفال من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو والتمثيليات التي يؤدونها، والعروض المرئية، وغيرها.