تختص الغدد الصماء بإفراز الهرمونات المنظمة لأعضاء الجسم؛ حيث تُعَد الغدد النخامية والدرقية والكظرية من أهم هذه الغدد؛ ليبقى السؤال الذي تجيب عنه "سبق" بالأبحاث الطبية وعبر زاوية #صحتك_في_رمضان39: هل يستطيع المصاب بأحد أمراض الغدد الصيام؟
ويؤكد الأطباء أن السماح بالصيام من عدمه يرجع لنوع المرض، وأن أمراض الغدة الدرقية غالباً لا تُعيق صاحبها عن الصيام في شهر رمضان سواء في قصور عملها أو فرط نشاط الغدة، ما دام المريض قد التزم بإرشادات الطبيب المشرف على حالته، وأن الفطر يكون في حالات نادرة جداً لمرضى الغدد عندما يكون لديهم التهابات حادة في الغدة الدرقية والتي قد ينتج عنها حمى يستحيل معها الصيام.
أنواع الغدة الدرقية
ويقسم مرضى الغدد الصماء إلى عدة أنواع؛ منها: "فرط نشاط الغدة الدرقية"؛ حيث يرجع لإفراز كميات زائدة من هرمون الثيروكسين، وتظهر أعراضه في تضخم بالغدة الدرقية أسفل الرقبة، يصاحب ذلك نقصان في الوزن، ورجفان، وخفقان في القلب، ويمكن للمريض الصيام بشرط تناول العقاقير التي يصفها الطبيب المعالج بانتظام.
ويعد "قصور الغدة الدرقية" ثاني الأنواع؛ حيث يشكو المريض في هذه الحالة "الوهن"، والإعياء الشديد، ونقص النشاط الفكري والعصبي، ويتم العلاج بتناول هرمون الثيروكسين مرة واحدة يومياً؛ ومن ثم يمكن للمريض الصيام دون أي تأثير جانبي.
وفي ثالث الأنواع تحل "أورام الغدة الدرقية"، وليس للصوم تأثير على أورام الغدة الدرقية ويمكن للمريض الصيام، وعلاج أورام الغدة الدرقية عادة ما يكون جراحياً.
وفي حالة التهابات الغدة الدرقية الحادة: تؤدي عادة للألم في الغدة وقد تحدث الحمى؛ مما يجعل الصيام صعباً في المرحلة الحادة من المرض؛ أما الالتهابات المزمنة للغدة الدرقية فلا تتعارض مع الصوم غالباً؛ بالإضافة إلى أن الحالات التي تكون فيها مستويات هرمونات الغدة الدرقية خارج نطاق السيطرة قد تتطلب مراقبة حثيثة، وربما تأجيل الصيام؛ بناء على استشارة الطبيب.
ومن مضاعفات خمول الغدة الدرقية، حدوث مشاكل في القلب والاكتئاب، وتلف في الأعصاب، والعقم، والوذمة المخاطية. والأخير هو ظرف خطير للغاية يتطلب الاتصال بالإسعاف فوراً، وتشمل أعراضه الشعور بالبرد والدوار والنعاس.
"كورشينج" والكظرية
وبرغم أن الأمراض التي تصيب الغدة الكظرية وهي غدتان فوق الكليتين تعملان على إفراز عدة هرمونات أهمها الكورتيزول، والهرمونات التناسيلة غير الشائعة؛ فإنه يمكن إجمال تلك الأمراض في مرضى "كورشينج"، وفيه يصاب المريض بوهن، وارتفاع ضغط الدم، وبدانة مركزية، ولا ينصح فيه بالصيام.
أما مرض "أيسون"؛ فيحدث فيه قصور في إفراز الكورتيزول؛ نتيجة تلف في الغدد الكظرية، وتظهر أعراضه في انخفاض ضغط الدم، ووهن شديد، وميل لون البشرة إلى السواد، وينبغي تجنب الصوم؛ حيث يؤدي أحياناً إلى هبوط سكر الدم.
أمراض الغدة النخامية
وهي أيضاً من الأمراض النادرة؛ وأهمها مرض ضخامة النهايات، وقصور الغدة النخامية، وينصح فيه بعدم الصوم.