أصدرت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، تقرير الاستدامة السنوي الثاني، الذي يرصد التقدم الكبير الذي أحرزته، ومساهمتها الفعالة في التنمية المستدامة بتحقيقها رقمًا قياسيًّا عالميًّا لأعلى طاقة إنتاج مياه تجاوز 11.5 مليون متر مكعب/ اليوم، وتحقيق نسبة امتثال للوائح التنظيمية التشريعية الخاصة بالبيئة بلغت 100%، بجانب مساعيها لخفض الانبعاثات الكربونية بمقدار 37 مليون طن بنهاية عام 2025م؛ ما يعكس التزامها الدائم بالريادة في توفير حلول المياه المستدامة المتطورة.
وكشف التقرير عن الحلول الرائدة والتدابير والطرق المبتكرة التي انتهجتها لتحقيق التميّز ضمن استراتيجيتها المُعدة مسبقًا، لاسيما الجوانب المتعلقة بهيكل الحوكمة، والتواصل مع أصحاب المصلحة، والاستدامة البيئية، والاقتصادية، والاجتماعية. كما استعرض أبرز ملامح التحول التي تضمنت نقل أصول المؤسسة إلى شركة حلول المياه، إسناد مهام إنشاء وتشغيل محطات التنقية للمؤسسة، إنشاء مصنع متكامل لإنتاج أغشية التناضح العكسي، استبدال التقنيات الحرارية بمنظومات التناضح العكسي، تطبيق حساب الموازنة لقطاع المياه، والجوائز والابتكارات والاعتمادات.
وتطرق التقرير لوصف الأداء الحالي للمؤسسة وجهود تطوير الأعمال بكفاءة؛ من خلال تبني المفاهيم والموضوعات الجوهرية المتوافقة مع أهداف وبرامج التنمية المستدامة "SDGs"، الرامية لضمان تحقيق أقصى درجات الشفافية في الأنشطة والعمليات، كما سلط الضوء على المساعي المبذولة لتحقيق مزيد من الإنجازات في مجال توافر وجودة المياه، والامتثال للنظم البيئية، التنوع البيولوجي، استهلاك الطاقة، الانبعاثات الكربونية، التغير المناخي، الاستجابة للطوارئ والكوارث، التعليم والتدريب، البحث والتطوير.
وفي مجال الاستدامة البيئية أبرز التقرير جهود المؤسسة الخضراء التي تتماشى مع رؤية 2030، عبر عدد من مسارات الحلول المستدامة لرحلة التحول واستخدام مصادر الطاقة المتجددة الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية.
وفي إطار منظور الاستدامة الاقتصادية، وثّق التقرير الإجراءات التي تم تنفيذها لتعزيز الجهود الوطنية ذات الأولوية للارتقاء بمسيرة النهضة والتنمية، البحث والتطوير، الابتكار والتطوير الهندسي، الاستثمار المسؤول، المحتوى المحلي، الشركاء والمتعاملين، استمرارية الأعمال، والوفورات المالية الضخمة.
وتناول التقرير إنجازات المؤسسة وريادتها في مجال تحلية المياه المالحة، من خلال تشجيع النمو الذكي وتعزيز آفاق التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، عن طريق إقامة المؤتمرات والشراكات الاستراتيجية والتعاونية مع مختلف القطاعات ذات العلاقة، بما في ذلك القطاع الخاص، والجهات الحكومية، والهيئات التشريعية، والمنظمات العالمية، ومواصلة رحلة الابتكار والتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وتبادل المعرفة من أجل تعزيز بيئة الأعمال.
إلى ذلك، أظهر التقرير التقدم الذي أحرزته الأكاديمية السعودية للمياه "الذراع الأكاديمي للمؤسسة" مستعرضًا إنجازاتها في تدريب أكثر من 9000 متدرب ومتدربة، وتنفيذ نحو 545 برنامجًا أكاديميًّا، بجانب برامجها الاجتماعية في الطاقة الشمسية، واعتماداتها الدولية والمحلية التي حصلت بموجبها على شهادة الاعتماد من المعهد القانوني لإدارة المياه والبيئة CIWEM، وشهادة اعتماد المنظمة الدولية لرخصة الذكاء الاصطناعي IAIDL، وشهادة اعتماد اختبار التناضح العكسي من الجمعية الدولية للتدريب والتطوير، وشهادة اعتماد المركز الوطني للتعليم الإلكتروني.
وفي سياق تأكيده على أهمية الكوادر البشرية ودورها في تلبية متطلبات الاستدامة، أشار التقرير إلى أثر تكامل الأدوار مع المجتمع، في الحصول على استثمار مستدام، بالاستفادة من أقسام الاستدامة الاجتماعية، المسؤولية المجتمعية، التدريب والتطوير، السلامة والصحة المهنية، رفع الوعي المجتمعي، تمكين الكوادر الوطنية، تطوير الكفاءات المحلية، وتمكين المرأة.