تستكمل "سبق" زاوية من ذاكرة السعودية، وتروي قصة نقل السفارات المعتمدة لدى المملكة من جدة إلى الرياض قبل 34 عامًا، ففي شهر المحرم من عام ١٤٠٦هـ تم اكتمال نقل جميع السفارات في الحي الدبلوماسي الذي تم إنشاؤه ليكون مقرًا للبعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى حكومة المملكة العربية السعودية، بعد أن تم نقلها من جدة إلى الرياض ولا يختلف الحي الدبلوماسي عن بقية أحياء الرياض الحديثة معماريًا إلا وفقًا لمتطلبات هذا الحي ومرافقه المختلفة، إذ يقع في شمال غرب مدينة الرياض على مساحة سبعة ملايين متر مربع، ويبعد نحو ٨ كيلو مترات عن وسط المدينة، ويمتد على طريق الدرعية بما يعادل ثلاثة كيلو مترات طولاً، ويحيط به غربًا وادي حنيفة، كما أن الموقع آنذاك كان يرتبط بشبكة من الطرق المعبدة يبلغ طولها ٨ كيلومترات.
ويعد الطريقان الرئيسان المحور الأساس لشبكة النقل يبلغ عرض كل من هذين الطريقين ٤٧ مترًا يحوي أربعة مسارات، وتتكون شبكة النقل الداخلي من طرق تجميع وطرق فرعية وطرق موصلة، لذا يمكن الوصول للحي الدبلوماسي عن طريق مدخلين مرتبطين بشبكة المواصلات الرئيسة في الرياض، كما أن المناطق المحيطة بالحي الدبلوماسي قد أصبحت من أهم المناطق الإنشائية لاحتوائها على المشروعات المهمة مثل الديوان الملكي ومجلس الشورى والوزراء الذي يقع جنوب الحي وشمالاً تقع جامعة الملك سعود.
ولعل أبرز سمات المخطط الشامل للحي الدبلوماسي تقسيمه إلى منطقة مركزية ومنطقة سكنية توجد بها مرافق عامة، فالمنطقة المركزية تحتوي على مباني السفارات ومساكن السفراء وبعض المنظمات والهيئات، كما تحتوي المنطقة المركزية على مرافق تجارية ومبانٍ ومكاتب وبعض المرافق السكنية على هيئة شقق، وإطفاء، ومجمع الخدمات الحكومية الذي يضم بلدية، ومركزًا للبريد والهاتف والكهرباء وعددًا من المساجد.
أما المنطقة السكنية، فيشمل الحي خمس مناطق سكنية هي ( أ - ب-ج-د-هـ)، وتحيط جميعها بالمنطقة المركزية، وتتكون كل منطقة من وحدات على هيئة فلل وعمائر، إضافة إلى مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية للبنين وأخرى للبنات، ورياض الأطفال، ومركز تجاري، وملاعب عامة، تم وضعها بشكل جمالي حيث تشرف جميعها على وادي حنيفة وعلى المناطق الترفيهية المفتوحة المحيطة.
ويضم الحي الدبلوماسي بالإضافة إلى السفارات والهيئات الدبلوماسية، عديد المؤسسات الإقليمية والعالمية ذات الأوضاع المميزة مثل مجلس التعاون لدول الخليج، ومعهد إنماء المدن، والمكتب الإقليمي للشرق الأوسط لشؤون المكفوفين.