في الوقت الذي كانت فيه الجمال التي نعرف حقها ونقدرها "ذات السنام الواحد"، والتي جُلِبت من باكستان والهند إلى القارة الصغرى، عماد اقتصاد أستراليا في منتصف القرن الـ18 إلى حين اكتشاف الشاحنة، أصبحت -بحسب تقارير أسترالية- اليوم من أكبر مهددات الاقتصاد الأسترالي، وتتسبب في الاحتباس الحراري؛ نظراً لتغذّيها على الأشجار وشربها للماء بكميات، ليكون مصيرها القتل بطلقات قناصة من على الهليكوبترات.
وعلى الرغم من أن لحوم الإبل من أطيب أنواع اللحوم؛ لانخفاض نسبة الكوليسترول فيها، وألبانها من أجود أنواع الألبان؛ حيث تحمي من مرض السكري، وتعزز المناعة وتقوي الدورة الدموية، يتم ترك جثثها في جنوبي البلاد بعد إعدامها في صحاري أستراليا حتى تتعفن وتتحلل، أو يتم حرقها في أحسن الأحوال.
لقد قادت عمليات اكتشاف قارة أستراليا التي ازدهرت في منتصف القرن الـ18؛ بغية استكشاف وتحديد مواقع غنية بالموارد الطبيعية والتعرف أيضاً على مناطق جديدة بعيدة عن المناطق الساحلية، فلم يكن من سبيل إلى ذلك سوى جلب هذه الحيوانات التي تتحمل قساوة الصحراء وخطر التوغل في المناطق الوسطى من أستراليا.
كما قامت الجمال بحمل المعدات الثقيلة والبضائع إلى الموانئ، وساعدت في حمل الأدوات لإنجاز البنى التحتية وتحقيق أهم المشاريع الاقتصادية والتي كان منها خط سكك الحديد، ولكنها بعد ذلك وبعد أن تم الاستغناء عنها، تركت سلالتها لتعيش في الصحراء كحيوانات برية دون رعاية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تم وصفها بالحيوانات المتوحشة بل وقتلها.
ومع تكاثرها الذي بلغ معه عددها نحو مليون جمل وناقة والتي يبلغ متوسط سعرها 200 دولار، رأى فيه بعض المراقبين بدلاً من الاستثمار في سوقها وأن بلاداً حول العالم يمكنها الاستثمار فيها في السباقات والاستفادة من لحومها وألبانها، يرونها خطراً على البيئة، وطالبوا بالتخلص منها، رغم أن الأبقار -مثلا- يبلغ عددها 40 مليون بقرة، وتجد كل عناية واهتمام هناك.
وأعلنت السلطات الأسترالية أنها سوف تقتل (أمس الأربعاء) أكثر من 10 آلاف جمل؛ بسبب استهلاكها الكثير من المياه في مناطق الجنوب، بما يؤدي إلى زيادة الجفاف، ورفع معدل التعرض للحرائق، حيث تتم عمليات الإعدام باستخدام المروحيات، بعدما تم الاتفاق مع عدد من القناصين المحترفين، وعقب الانتهاء من عملية الإعدام، سيتم ترك جثث الحيوانات لفترة، قبل حرقها أو دفنها.
وأشارت السلطات إلى أنه سيتم إعدام هذا العدد من الجمال؛ بسبب المخاوف من انبعاثات الغازات الدفيئة، حيث إن ما ينتجه الحيوان من غاز الميثان يعادل طناً واحداً من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.