يقدم الكاتب الصحفي م. طلال القشقري الشكر لدولتنا الرشيدة التي قررت تمتُّع كل مواطن بتأمين طبي لائق، مؤكدًا -عن تجربة شخصية- أنه لمس صعوبة المعيشة من دون التأمين الطبي، بعدما حُرِم منه؛ عقب تقاعُده من الوظيفة الحكومية، حتى أهداه ابنه الموظف بجهة حكومية بطاقة تأمين طبي كما تنصُّ حوافز جهته بالنسبة للوالدين.
وفي مقاله "التأمين.. واللا تأمين!!" بصحيفة "المدينة"، يقول القشقري: "لا أُحبُّ الاستشهاد بنفسي في شؤون الرأي العام، لكني مضطر لذلك؛ بغرض تبيان أهمية التأمين الطبي للمواطنين بكل شرائحهم، الغني منهم أو ذوو الدخل المحدود، أو الفقراءُ بطبيعة الحال.. بعد تقاعُدي من الوظيفة الحكومية، حُرِمْتُ من التأمين الطبي الذي كانت جهةُ عملي تمنحُه لي مشكورةً بحجم السماء، فلمسْتُ صعوبةَ المعيشةِ بدونه، وكنتُ -على سبيل المثال- أدفعُ أحيانًا وبالنقد تكلفة كشفية بقيمة مئات الريالات، وتحاليل طبية بقيمة آلاف الريالات، فضلًا عن الأدوية التي ارتفعت أسعارها أضعافًا مضاعفةً، والحمد لله الذي وقاني الحاجة لعمليات جراحية، قد تكون أكثر تكلفةً وأشد وطأةً!".
ويضيف "القشقري" قائلًا: "عندما توظف ابني في جهة حكومية، أهداني بطاقة تأمينٍ طبي كما تنصُّ حوافز جهته بالنسبة للوالدَين، فعرفْتُ الفرق الشاسع بين التأمين واللا تأمين، فعلى سبيل المثال، وبدلًا من دفع كشفية لطبيب بثلاثمائة ريال، يمكن تحمُّل مبلغ 12 ريالًا، وبدلًا من دفع تكلفة تحاليل طبية بأكثر من ألف ريال، يمكن تحمُّل 40 ريالًا، وحتى الأدوية، وبالاستعانة بطبيب، ولو بالفيديو عن بُعْد، قد يُصرف لك أدوية قيمتها النقدية مئات الريالات بمبلغ زهيد جدًا؛ مما يجعل المواطنين في مرحلة من راحة البال، وعساهم لا يحتاجون لأطباء طيلة حياتهم، والصحةُ تاجٌ على رؤوس الأصحاء لا يراهُ إلا المرضى".
وينهي "القشقري" قائلًا: "من كل قلبي أتمنى التوفيق للدولة الرشيدة التي قررت تمتُّع كل مواطن بتأمين طبي لائق، فللتأمين حلاوةٌ، وللصحةِ طلاوةٌ، وما شعرتُ به مؤخرًا أتمناه لكل مواطن، بل لكل مُقيم، فدولتنا -والحمد لله- آلت على نفسها تحمُّل هم الصحة، حيث لا تنمية حقيقية إلا بقوة المواطنين والمواطنات، ولا قوة إلا بالصحة، ولا صحة إلا بخطط وبرامج عُليا تستهدف تمتُّع المواطنين بالصحة اللازمة، ويبقى أن يهتم المواطنون والمواطنات بأنفسهم جيدًا، وفي الوقاية من الأمراض ما يُغنِي عن العلاج، واتخاذ الأسباب الواقية هو خير تأمين بإذن الله".