أوضح المستشار التربوي عبداللطيف الحمادي، أن الدراسات المسحية أثبتت وجود حالات تنمر وعنف بين طلاب وطالبات المدارس؛ لافتًا إلى أن هناك الكثير من الطلاب والطالبات تعرضوا للتنمر بشتى أنواعه سواء كان تنمرًا لفظيًّا أو جسديًّا أو إلكترونيًّا.
وأكد "الحمادي" في حديثه لـ"سبق" أن دراسةً عالمية لمنظمة "اليونسكو" أثبتت أن طفلًا من بين ثلاثة أطفال في العالم يتعرض للتنمر، ومحليًّا أكدت دراسة بحثية أعدها مركز الملك عبدالله للأبحاث، أن 47% من الأطفال و25% من المراهقين يتعرضون للتنمر، وفي تقرير للجنة الوطنية للطفولة ذُكر أن 75% من الذكور الشباب و42% من الإناث يتعرضون ويعانون من التنمر بالمدارس.
وعن أهم الأسباب التي تغذي سلوك التنمر قال "الحمادي" إنها تتمثل أولًا في أسلوب التربية الذي يتلقاه الأطفال من أسرته ومجتمعه، وهذا يشكل تأثيرًا قويًّا في تعزيز العدوانية والعنف؛ مثل ثقافة أخذ الحق باليد، والضرب، وإثارة العنصرية القبلية والتعصب، وثانيًا دور المدارس في رصد حالات التنمر ومعالجتها ونشر القيم الإيجابية مثل التسامح والأخوّة، وثالثًا منصات التواصل الاجتماعي وما يجري بها من سب وشتم وتنمر من خلال التعليقات والبثوث واستخدامهم لسلوك التنمر كوسيلة للضحك والتسلية؛ وهذا مما يغذي التنمر بين أفراد المجتمع.
ولفت إلى أن هذا السلوك يعتبر أسلوبًا معتادًا في التسلية والضحك، بالإضافة إلى التعصب الرياضي المنتشر حاليًا بين الجماهير الرياضية كأكبر أسباب زيادة حالات التنمر بالوقت الحالي.
وعن أهم علامات تعرض الأبناء للتنمر حتى يستطيع ولي الأمر تدارك الأمر ومعالجته لكي لا يؤثر على نفسية الأبناء ومعاناتهم؛ قال حمادي إنها تتضح من خلال تغير مستواه الدراسي بشكل مفاجئ، وعدم رغبته في الذهاب للمدرسة، وكثرة غيابه، وفقدانه الثقة بالنفس، وتغير شخصيته، واضطرابات النوم وكثرة الكوابيس، وفقدان الشهية والامتناع عن الأكل، وحب العزلة والجلوس منفردًا بعيدًا عن أسرته.
وطالَبَ "الحمادي" بوضع قانون لمكافحة التنمر يعاقب من يرتكب مثل هذه السلوكيات السلبية؛ خاصة وأن الكثير من الدول في العالم اعتمد هذا القانون، إضافة إلى وضع برامج للتوعية من التنمر ونشر ثقافة التسامح والأخوة في المدارس؛ وهذا يقع على عاتق وزارة التعليم باعتماد برامج للحد من حالات التنمر بالمدارس.
ووجّه "الحمادي" رسالة للآباء والأمهات بمتابعة أبنائهم وتربيتهم التربية السليمة وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم ومشاكلهم في حالة تعرضوا لسلوك تنمر من أقرانهم في المدارس أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.