عكست مشاركة سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مراسم غسل الكعبة المشرفة مساء أمس حجم العناية الكبيرة التي توليها القيادة الرشيدة بالكعبة المشرفة ومراسم غسلها، كونها مناسبة إسلامية كبيرة تحرص المملكة على تنظيمها سنوياً تعظيمًا لمكانة الكعبة والمسجد الحرام.
وفي هذا الإطار نوه الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس بهذه المشاركة، مؤكدًا أن تطهير وتعظيم البيت العتيق ورعايته وصيانته والاهتمام به يُعد نهجًا ثابتًا وراسخًا للمملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين.
وقال الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي إن تشرف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بغسل الكعبة المُشرّفة يعكس عظيم عنايته ببيت الله العتيق، تأسيًا بسيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن القيادة الحكيمة حملت على عاتقها هذا الشرف الكبير.
وأضاف: تشرف بغسل الكعبة المشرفة الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وتتابع على غسلها من بعده أبناؤه الملوك البررة -رحمهم الله-، حتى العهد الزاهر، والخصيب الباهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولم يزل هذا العمل المبارك محل اهتمام ولاة الأمر.. وتأتي مشاركة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في غسل الكعبة المشرفة، لتعكس اهتمام القيادة الحكيمة ببيت الله الحرام بشكل عام والكعبة المُشرّفة على وجه الخصوص، إلى جانب الحرص البالغ من لدن سمو ولي العهد بالبيت العتيق والحرمين الشريفين.
وكان في الماضي يجري غسيل الكعبة مرتين كل عام، واحدة في الخامس عشر من شهر شعبان، والثانية في شهر محرم، إلا أن التوجيهات السامية صدرت بأن يكون غسيل الكعبة مرة واحدة وحدد لها يوم الخامس عشر من محرم.
وتعتبر قطعة القماش جزءًا رئيسيًا لغسل الكعبة لتدليك جدار الكعبة المشرفة من الداخل بقطع متعددة للقماش المبلّل بمخلوط ماء زمزم والذي يُحضّر منذ وقت مبكر من قبل الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وتبدأ مراسم غسل الكعبة المشرفة بماء زمزم المخلوط بماء الورد، وذلك بتدليك جدار الكعبة المشرفة من الداخل.. من ضمن الأدوات التي تستخدم في غسل الكعبة، وعاء لتبليل القماش الخاص بمسح جدران الكعبة المكرمة وطاسة تستخدم لخلط ماء زمزم مع الورد وجالون يستخدم لحفظ ماء زمزم المخلوط بماء الورد، وأطياب خاصة لكسوة الكعبة المشرفة.
ومن ضمن الأدوات الأخرى، مكنسة يدوية تستخدم لنظافة الكعبة من الغبار والأتربة قبل الغسيل، ومكنسة يدوية تستخدم لتوزيع تجفيف العطر الخاص بالكعبة المشرفة دون أن تعيق حركة قاصدي المسجد الحرام، وماء الورد يستخدم لتطييب الكعبة من الداخل كالأرضية والجدار الداخلي.
.
وتعد مراسم غسل الكعبة المشرفة مناسبة جمعت بين أمرين هما: السنة النبوية، حيث دلت سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم على العناية بالكعبة المشرفة، إجلالاً وتعظيماً لحرمتها ومكانتها وقداستها، وهي سيرة الخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم - والأئمة والخلفاء والولاة عبر التاريخ.